في ظل أزمة النقل.. مساعٍ لتنفيذ مشروع النقل بقطارات الضواحي
دمشق- ميس بركات
ينبئ المشهد العام لواقع النقل بتراجع مخيف يُحتّم وضع حلول سريعة تتجاوب مع المرحلة الراهنة، وحلول استشرافية في حال تعرّض هذا القطاع لأزمات مستقبلية تشلّ حركة السير وحركة المواطنين. وفي إطار السعي لإيجاد حلول جذرية في المستقبل القريب تسعى المؤسسة العامة للخط الحجازي إلى إنجاز مشروع قطارات النقل الكهربائي الذي تمّ البدء به حسب حسنين علي مدير المؤسّسة العامة للخط الحديدي الحجازي، حيث وصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 70%، ونظراً للتكلفة الكبيرة لهذه المشاريع وجّهت الحكومة وزارة النقل بإنجاز الدراسات المطلوبة بالتنسيق مع هيئة التخطيط الإقليمي، وتتمّ متابعته لطرحه مع الدول الصديقة بغية تنفيذه وفق نظام “BOT ” بناء واستثمار وإعادة.
محاور المشروع
مدير المؤسّسة أكد أهمية هذا المشروع، ولاسيّما أن موقع الشبكة بمحاورها الثلاثة القائمة، إضافة على محور دمشق- مطار دمشق الدولي، ينسجم مع الدراسات والإحصائيات وآخرها الدراسة الإقليمية لمدينة دمشق ومحيطها الحيوي، كما يساهم المشروع في حلّ أزمتي النقل والمرور في مدينة دمشق بعد أن بلغت حالة حرجة للغاية، فمهما تمّ توسيع المداخل لاستيعاب الغزارات المرورية الداخلة والخارجة لم تعد حلاً مجدياً ولن تخفف من مشكلة النقل.
وتتوزع محاور مشروع النقل بقطارات الضواحي: الأول من دمشق “محطة الحجاز”- محطة القدم– السيدة زينب- الغزلانية– مطار دمشق الدولي بطول 30 كم، والخط الثاني من دمشق “محطة الحجاز”- محطة القدم- دير علي بطول 30 كم وصولاً إلى غباغب والجامعات الخاصة بطول 45كم، أما الخط الثالث فمن دمشق “محطة الحجاز”– محطة القدم- داريا- المعضمية- قطنا بطول27كم، إضافة إلى الخط الأخير من المحطة– دمر باتجاه قدسيا والهامة بطول 12 كم، كما أن الشبكة تتقاطع مع الخط الأخضر لمترو دمشق الذي يخدم المدخل الشمالي الشرقي لمدينة دمشق.
مشاريع واستثمار
علي تحدث عن مشاريع المؤسّسة التي تعمل عليها حالياً، حيث تقوم بتصنيع لوحات السيارات في سورية وهي الجهة الوحيدة المصنّعة للوحات السيارات وتشكل إيرادات اللوحات نسبة كبيرة من إيرادات المؤسسة، حيث نفذت خلال العام الماضي 28426 زوج لوحات سيارات لمصلحة مكاتب النقل في المحافظات بإيرادات بلغت 170736 ألف ليرة سورية، كما طرحت المؤسسة في منتدى الاستثمار السياحي استثمار موقع العقار 748 لتشييد فندق من سوية 5 نجوم ومجمع تجاري لمدة 45 عاماً يعود المشروع في نهاية الاستثمار بالكامل لملكية المؤسسة على مبدأ المفتاح باليد، وقد تمّ عرضه وإقراره في المجلس الأعلى للسياحة، وتلقت المؤسّسة عدداً من العروض لاستثمار الموقع ورست المزايدة على شركة الحجاز للاستثمار وبكلفة إجمالية لتجهيز وتأهيل المشروع كحدّ أدنى خمسة وعشرين ملياراً وأربعمائة وواحد وأربعين مليوناً ومائة وعشرة آلاف ليرة وبنسبة 16% من رقم إجمالي الإيرادات السنوية، وبما لا يقلّ عن مليار وستمائة مليون ليرة كحدّ أدنى يزداد بنسبة 5% كل ثلاث سنوات، علماً أن المؤسّسة تقدّم للجهة المتعاقدة الأرض فقط، بينما تقوم الجهة المتعاقدة بإجراء الدراسات الفنية والهندسية وتنفيذ الأعمال المطلوبة للمشروع.
مقترحات وحلول
وحيث إن الخط الحديدي الحجازي الذي يربط بين دمشق وعمان له أهمية كبرى بين البلدين من حيث نقل البضائع والركاب، أكد علي أن إعادة إنعاش هذا الخط هو ضرورة تفرضها المرحلة القادمة، وما سيواكبها من أعمال كبيرة في مرحلة إعادة الإعمار والحاجة لنقل كميات كبيرة من مواد البناء، إضافة إلى إستراتيجية هذا الخط لما يحقّقه من تواصل لنقل البضائع والركاب مع الأردن، وهذا له دور فعّال في مشروع الربط السككي، وبالتالي فإن إعادة تأهيل الخط تحافظ على مسار الخط وأملاك المؤسسة عليه.