رب ضارة نافعة!
توقفت الأنشطة في المراكز الثقافية لأسباب أعلنتها وزارة الثقافة منذ أيام، وبالتالي تراجع الضجيج الذي يحدثه البعض من أولئك “المشوشين” الذين يتنقلون بين المراكز الثقافية وبعض الصالات الخاصة بأنشطتهم التي لا يمكن أن توصف إلا بالمجانية والمشوشة، وإن اتخذت لبعض منها العناوين الجاذبة كأسماء بعض المسرحيات أو الكتب الغريبة أو التكريم والتحية للفنان الفلاني بالعدد الفلاني من المشاركين الذين تتنقل لوحاتهم من مركز إلى آخر، وقد تبقى في المكان نفسه لتركب على مناسبة أخرى، هذه الأنشطة يرافقها شيء من التطبيل من قبل بعض الإعلاميين دون السؤال والبحث في القيمة والنتيجة!.
ولا نغفل في الوقت نفسه عن أنشطة أخرى تتصف بالنوعية والتميّز والقيمة العالية، إلا أنها في خضم هذا الحشد لا تأخذ حقها من المتابعة والتأثير، وخاصة تلك الأنشطة الفنية التشكيلية تحديداً، فقد شهدت نهاية شهر آذار عدداً من المعارض المهمّة، نذكر منها معرض الفنان نزار صابور في صالة زوايا للفنون الجميلة، والمعرض النوعي الذي شهدته صالة “13” في افتتاحها الجديد، وضمّ كوكبة من أهم الفنانين السوريين وهم: ادوار شهدا، غسان نعنع، عبد الله مراد، يوسف عبدلكي، باسم دحدوح، لطفي الرمحين، مصطفى علي، إحسان العر.. وغيرهم من الفنانين التشكيليين الذين قدّموا أعمالاً نادرة وجديدة، بالطبع حضر عدد محدود من المتابعين وغاب الكثير وخاصة أولئك المعنيين بإدارة الحياة الثقافية والتشكيلية تحديداً، كممثلي اتحاد الفنانين التشكيليين أو أحد أعضاء مكتبهم التنفيذي، إن لم نقل رئيس الاتحاد! خاصة وأن هذه الصالة هي الصالة الجديدة المرخصة والمملوكة لاتحاد التشكيليين، كما غاب عن الافتتاح أي ممثل لوزارة الثقافة.
ويضاف إلى هذه المعارض المهمّة معرض الفنان النحات أكثم عبد الحميد في صالة تجليات الذي انتهى منذ ثلاثة أيام.
قد يقول الرأي إنه من حق الجميع المشاركة وإقامة النشاط الثقافي، لأنه مؤشر عافية نحتاجه ونسعى إلى تعزيزه ومواكبته، إلا أن بعضها لم يكن إلا تشويشاً ومكرراً، فعسى أن يكون هذا التوقف الطارئ فرصة لمراجعة العديد من البرامج والعروض الثقافية.
أكسم طلاع