حاضنات منزلية لتشجيع زراعة الفطر وتحسين دخل الأسر الفقيرة
حماة – منير الأحمد
تشكّل المشاريع صفرية التكلفة هاجساً للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بهدف تنمية مصادر دخل الأسر الفقيرة في المناطق الريفية، وفي ضوء ذلك أطلقت الجمعية مشروع حاضنات زراعة الفطر المحاري ليكون مصدراً داعماً لمعيشة المزارعين.
الجمعية أنهت المرحلة الأولى من المشروع بتأسيس 100 حاضنة منزلية في قرى مصياف والغاب، واليوم تعمل على إيجاد سوق مستقر لتصريف منتجات المزارعين، وإحداث مركز لتصنيع وتجفيف هذا المنتج بعد توسيع زراعته أفقياً في المناطق الجبلية والسهلية.
وأوضح مسؤول المشاريع الاستثمارية بالجمعية المهندس جورج طعمة في تصريح لـ “البعث” أن المشروع يعد من أهم المبادرات التي تستهدف الأسر المتوسطة والفقيرة ومحدودة الدخل، ونسعى لتطوير هذه الزراعة لدى المجتمع المحلي بتوجيه الأسر للاستفادة من بيئاتها في إيجاد مصادر دخل داعمة لهم، ونحن نركز على المشاريع التي لا تتطلب جهداً أو تكلفة مادية، ولذلك تم إطلاق هذه المبادرة في قرى: شطحة والمحروسة وسلحب وعين حلاقيم ومصياف وتين السبيل، وغيرها من قرى مصياف والغاب، خاصة أن زراعة الفطر من أكثر الزراعات بساطة، فهي لا تحتاج إلى التقنيات أو المعدات، وذات تكلفة تكاد تكون صفرية مقارنة مع الإنتاجية الجيدة، كما أنه لا يرتبط بموسم معين، فهو ينتج على مدار العام، وهذا من أفضل الزراعات مردودية مقارنة بتكاليف الإنتاج.
ولفت طعمة إلى أن الجمعية نظمت عقوداً مع فرع إكثار البذار بحماة، وقامت بشراء 100 ليتر من البذار وتوزيعها مجاناً على 100 أسرة في مصياف والغاب بعد أن تمت دراسة شروط هذه الأسر وحاجتها لمشاريع مدرة للدخل، وقد قمنا بتنظيم دورات تدريبية شملت كافة المستفيدين في مناطق إقامتهم، وتضمنت أساسيات الزراعة، وطرق الإنتاج المختلفة، وبالفعل قامت الأسر بالاستفادة من المعلومات، وتم تأسيس 100 حاضنة لإنتاج الفطر، وهذه الحاضنات بمثابة مشاريع صغيرة مدرة للدخل، وبعد نجاح هذه الحاضنات، تم الانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث تم التعاقد مع فرع مؤسسة إكثار البذار لشراء 300 ليتر بذار بهدف التوسع الأفقي في مشاريع الحاضنات في المنطقة.
بدورها أشارت منسقة الجمعية بحماة هبة البيطار إلى أن زراعة الفطر المحاري مجدية جداً، لأن كل واحد كيلوغرام من الأبواغ التي هي البذار ينتج نحو 12 كيلوغراماً من الفطر، وزراعته بسيطة جداً تعتمد على مادة التبن التي هي متوفرة ورخيصة في المناطق الريفية، حيث يجري تعقيم التبن بغليه بالماء لمدة ساعة تقريباً، ثم ينشر ليجفف مع الحفاظ على رطوبته، ثم يعبأ في أكياس نايلون بمعدل 12 كيلوغرام تبن معقم لكل ليتر أبواغ، ويتم تعليقه في غرفة مظلمة، مع الحفاظ على درجة رطوبة تبلغ 85 بالمئة، ودرجة حرارة لا تتجاوز 17 درجة مئوية، هذه الإجراءات البسيطة تعد البيئة المثالية والناجحة لأي مشروع، حتى إنه يمكن للأسر استخدام المغاور والكهوف التي تكثر في المنطقة الجبلية.
وبيّنت البيطار أن الهدف الأساس أيضاً للجمعية إيجاد سوق مستقر لتصريف منتجات المزارعين، ولذلك قمنا بعقد لقاءات مع الجمعية السورية للتسويق، بحضور عدد من الشركات الخاصة، والهدف هو دعم تسويق المنتج، وهو ما سيجري العمل عليه خلال الفترة المقبلة، كما أن الجمعية بصدد تأسيس مركز لتصنيع الفطر المجفف تابع للجمعية السورية للتنمية، وسنقوم بشراء مجففات خاصة بالفطر، وإقامة مركز متخصص بتصنيع الفطر، مع فتح باب شراء المحصول من الأسر المنتجة بشكل مباشر.
وتقول ميساء رمضان الحبيب، إحدى المستفيدات من المشروع، بأنها لم تكن تتوقع أن ينجح استنبات الفطر بهذه الصورة الجيدة، فالصدفة قادتها لإحدى الورشات التي تقيمها الجمعية السورية للتنمية للتعريف بزراعة الفطر المحاري، وأعجبتها الفكرة، خاصة أنها لا تتطلب تكلفة مادية، وفي ظل الظروف التي نعيش بها، وبالفعل خضعت لإحدى الدورات، وقدمت لها الجمعية ليتراً واحداً من بذار الفطر قامت بزراعته في قبو أسفل منزلها، والتوجيهات التي اكتسبتها من الدورة قامت بتطبيقها، وخلال 20 يوماً بدأت بإنتاج الفطر المحاري، مضيفة بأن الشيء الملفت للنظر أن ترى الأفكار تترجم على أرض الواقع بأسلوب بسيط، وبخدمات بسيطة لا تتطلب منك أي جهد، وحقيقة يمكن لأي شخص استنبات الفطر نظراً لقلة تكاليف إنتاجه، وبساطة الخدمات المقدمة له.