مواقف الباصات خارج الاهتمام.. والسبب قلة التمويل وغياب التشاركية
طرطوس – لؤي تفاحة
كثيرة هي الملاحظات التي تلفت انتباه المتابع والمهتم خلال مروره اليومي في أحياء مدينة طرطوس وشوارعها التي تخترقها باصات النقل الداخلي منذ أن تم الإعلان عن استقدامها وتنزيلها لخدمة المواطن، في ظل ما يعانيه من أزمة نقل خانقة، وفوضى السرافيس العاملة، وإذا كان مشهد حركة النقل الداخلي بات حدثاً مألوفاً واعتيادياً، فإن اللافت ما يخص المواقف التي تم تنفيذها منذ عشرات السنين بأشكال مختلفة، منها الاسمنتي أو الحديدي، وما تعرّضت له من إهمال وتكسير، وكذلك عدم الاستخدام، حتى من قبل الذين كانت تشكّل مطلباً مهماً ويومياً لهم، بالإضافة لعدم تجهيزها بالوسائل التي تعطي الانطباع السياحي لمدينة مصنفة سياحياً، رغم غياب مظاهر الدعم السياحي عنها!.
وفي جولة بسيطة سنجد حجم هذا الإهمال من قبل مستخدمي الباصات، والوقوف تحتها تفادياً لخطر الشمس اللاهبة أو المطر المنهمر، لاسيما لكبار السن، أو لذوي الاحتياجات الخاصة، بخلاف استخدام السرافيس ومشاكلها، وكل ما توصله من صورة سلبية لم تعد موجودة سوى في الدول المنسية بخلاف ما هو معمول به في شتى المدن المجاورة التي يتم التركيز من خلال شاشات التلفزة لعرضها، في إشارة واضحة لحركة الناس والنقل الجماعي الذي يشكّل حالة حضارية وخدمية مريحة ومشجعة لاستخدام مثل هذه الوسائل، وكذلك وجود مواقف نظامية تليق بهذه المدينة السياحية أو تلك، وتعطي الانطباع الحضاري لحركة النقل الداخلي، وهذا ما تفتقده الجهات المحلية لدينا للأسف.
وخلال عرض هذا الواقع المؤلم أمام مجلس مدينة طرطوس، كان التبرير الحاضر من قبل مسؤولي المدينة بضعف الإمكانيات والتمويل اللازم لصيانة هذه المواقف وتنظيمها بشكل يدلل عليها، سواء بإنارتها، وحتى تزيينها باللوحات الإعلانية المضاءة، وتركيب ما تحتاجه من مقاعد مريحة، وغير ذلك الكثير لجعلها جاذبة للمواطن، حيث بيّن المهندس حامد حسين، مدير دائرة الصيانة في مجلس مدينة طرطوس، أن المدينة قامت بوضع دراسة لتموضع المواقف على خطوط السرافيس وباصات النقل الداخلي، ورغم أنها قامت بتنفيذ وصيانة العديد من هذه المواقف، إلا أنه بسبب ضعف الإمكانيات، وكونها تحتاج لتمويل كبير، فقد تم التواصل مع أصحاب الشركات الإعلانية لبيان إمكانية تنفيذ مواقف بشكل مناسب يلبي الوجه الحضاري للمدينة مقابل السماح لهذه الشركات الإعلانية باستثمار هذه المواقف لأعمال الدعاية والترويج الإعلاني، ولفت حسين لأهمية مشاركة المجتمع المحلي من رجال أعمال وصناعيين وتجار للقيام بمثل هذه المهمة السياحية.
يذكر أن وجود مثل هذه التشاركية واستثمار المواقف يحقق الكثير من الإيجابيات لطرفي المعادلة، والرابح الأكبر المواطن، والمنظر السياحي للمدينة، وبحسب ما تمت الإشارة إليه بوجود شكوى من فوضى اللوحات الإعلانية التي تغطي مساحات المدينة بارتفاعات، فإنها قد لا تحقق النتيجة المطلوبة، ما عدا ما يتهدد هذه اللوحات من مخاطر الرياح الشديدة واقتلاعها، لاسيما خلال فصل الشتاء ورياحه العاتية، وربما ما تحدثه من ضرر لمستخدمي الطرق، فهل يتكامل الدور بما يلبي ما نطمح إليه من ترسيخ لصورة طرطوس السياحية، إن توفرت الإرادة لذلك؟!.