الهند تسجّل رقماً قياسياً بضحايا كورونا.. وإمدادات أوكسجين من 40 دولة
شهدت الهند اليوم ارتفاعاً قياسياً في حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات الناجمة عنه، وذكرت وزارة الصحة أنه تم تسجيل 379257 إصابة جديدة و3645 حالة وفاة ليصل إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 18.38 مليوناً والوفيات إلى 204832 حالة.
وأصبحت الهند مركز الوباء منذ أيام، وهي البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان بعد الصين، وباتت تسجل أرقاماً قياسية جديدة يومياً من الإصابات، وهي رابع دولة في العالم من حيث الوفيات.
وجدد خبراء الصحة العامة تحذيراتهم من أن الانفجار الهائل لأعداد الإصابات بالفيروس في الهند يشكل خطراً حقيقياً على بقية دول العالم ويهدد خطط التطعيم الطموحة في الدول الغربية. وقال عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الأمريكية الدكتور أشيش جها لشبكة “سي إن إن”: “إذا لم نساعد في الهند فأنا قلق من حدوث انفجار في الحالات حول العالم”، مشيراً إلى أن “تفشي كوفيد 19 في الهند يعتبر مشكلة عالمية تحتاج إلى استجابة منسقة”.
ومع استمرار ارتفاع أعداد حالات الوفيات والإصابات، يرصد مسؤولو الصحة العامة ظهور طفرات يمكن أن تجعل الفيروس ينتشر بشكل أكبر وأكثر عدوى، أو يمكن أن يتسبب في مرض خطير.
ويعتقد العلماء أن متغيرات SARS-CoV-2 المسؤولة عن هذه الموجة الثانية من الحالات في الهند تتضمن طفرتين على الأقل تجعلهما أكثر خطورة، إلا أن هذه الطفرات مألوفة بالفعل لخبراء كوفيد-19 وقد تم العثور على أحدهما في متغير، جرى تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا، بينما الآخر جزء من متغير يعتقد أنه ظهر في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
كما يعتقد الباحثون أن هاتين الطفرتين قد تجعل من السهل على الفيروس إصابة الخلايا البشرية وتجنب الحماية التي توفرها الخلايا المناعية، مثل الأجسام المضادة.
ووفقا لأحدث البيانات من قاعدة بيانات الجينوم العامة، تحتوي 38٪ من العينات المتسلسلة وراثيا من الهند التي تم جمعها في مارس على الطفرتين وقد أطلق العلماء على هذا النوع B.1.617 البديل. وقال سوميت تشاندا، مدير برنامج المناعة ومسببات الأمراض في معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشاف الطبي في سان دييغو- كاليفورنيا، إنه بعد الموجة الأولى من كورونا في الهند في ربيع عام 2020، أغلق مسؤولو الصحة البلاد، لكن اتضح أن الأشخاص المصابين بكورونا لم يمرضوا، كما أن معدل الوفيات كان منخفضا، وقد أدى ذلك إلى قيام نسبة من السكان بتطوير مستوى معين من المناعة الطبيعية ضد الفيروس.
لكن هذه النسبة لم تكن كافية لتوفير مناعة القطيع، لذلك عندما تم رفع القيود في أيار 2020 وبدأ الناس في التجمع مرة أخرى، خُلقت الظروف المثالية لتحور الفيروس. وأضاف: “من المحتمل أن الطفرات تطورت بسبب التكاثر المفرط الذي يحدث جراء العدوى المتزايدة في الهند”، مشيراً إلى أنه “مع إصابة كل شخص جديد بالفيروس، هناك فرصة جديدة لنسخ الجينوم، وعندها يرتكب الفيروس أخطاء بشكل متكرر، وتنتهي هذه الأخطاء أحيانا بجعل الفيروس أقوى”.
وفي السياق، أعلن وكيل وزارة الخارجية الهندية، هارش فاردهان شرينجلا، اليوم الخميس، إن بلاده تعطي حاليا الأولوية لواردات الأوكسجين، كاشفا أن 40 دولة تعهدت بتقديم المساعدة بهذا الشأن، وقال في مؤتمر صحفي: “نتحدث عن ما يقرب من 550 وحدة لتوليد الأوكسجين ستأتي من مصادر مختلفة من كافة أنحاء العالم”.
وأشار إلى أن روسيا والإمارات وغيرهما من الدول الأخرى عرضت تقديم إمدادات من عقار “فافيبيرافير” لعلاج المرضى بكوفيد-19، مضيفا أن هناك اتصالات مع شركات تصنيع في مصر بخصوص إمدادات من عقار “ريمديسيفير”.
وفي هذا السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات طبية إضافية للهند عبر آلية الحماية المدنية لمساعدة الطواقم الطبية والسلطات الصحية في البلاد على التعامل مع وباء كوفيد19 المنتشر على نطاق واسع.
وذكرت وكالة آكي الايطالية أن دولاً عدة تشارك في تقديم الحزمة الجديدة من المساعدات منها إيطاليا وفرنسا وفنلندا والنمسا، وأن دور المفوضية الأوروبية في هذا الإطار يتمثل بتنسيق المساعدات وتمويل نقلها وتقديم الخدمات اللوجستية اللازمة.
وتقدم إيطاليا محطة لتوليد الأوكسجين و20 جهاز تهوية، بينما ستقدم فرنسا 8 مولدات أوكسجين، أما باقي المساعدات فتتمثل في أدوية مضادة للفيروسات ومكثفات أوكسجين وأسطوانات أوكسجين.