السفير البريطاني السابق في سورية: انتصار الرئيس الأسد سيكون مدوياً
البعث – خاص:
“القوى الغربية مثل الكلاب التي تلعق عظمة بالية في موضوع الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في سورية، قال بيتر فورد، السفير البريطاني السابق في سورية، في مقابلة مع الصحفي فينيان كانينغهام من شمال إيرلندا: “لا لحم عليها، لكنهم مستمرون في لعقها”!!
لقد فشلت الولايات المتحدة وبريطانيا والقوى الأخرى في الناتو بجهودها العسكرية السرية لتغيير “النظام” في سورية، ومع ذلك – أكد فورد في المقابلة التي نشرت يوم أمس في مواقع الكترونية عديدة – فإن تغيير “النظام” لا يزال يمثل أولوية قصوى للقوى الغربية وأجندتها الإجرامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقاً لأهدافها الإمبريالية، ويشرح فورد كيف تحول التكتيك الغربي الآن إلى تكثيف الحرب الاقتصادية من أجل إلحاق الهزيمة بالحكومة السورية. ومع ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية في 26 أيار ستشهد إعادة انتخاب الرئيس الأسد بشكل مدو من قبل شعب تحدى العدوان الغربي.
وسئل فرد: ما رأيكم بالحكم الذي أصدرته الأسبوع الماضي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتجريد سورية من حقوقها كعضو في المنظمة بناء على مزاعم بأن القوات السورية قد استخدمت الأسلحة الكيماوية؟ أجاب فورد: القوى الغربية مثل الكلاب التي تلعق عظاماً بالية في موضوع الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية. لا لحم عليها لكنهم يستمرون في اللعق.. لماذا؟ لأن مجاز “قتل الشعب بالغاز” أصبح حجر الزاوية في البروباغاندا الغربية الكاملة عن سورية. بدونها، سيكون تبرير الحرب الاقتصادية الجائرة على سورية، من خلال العقوبات، أشد صعوبة على التبرير. ومع فشل الجهود العسكرية لتغيير “النظام”، أصبحت الحرب الاقتصادية الآن الأمل الأخير للقوى الغربية لزعزعة استقرار سورية بما يكفي للإطاحة بالحكومة. ولكي تنجح هذه الاستراتيجية، فإن القوى الغربية أكثر من مستعدة لتقويض مصداقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من خلال استغلال قدرتها على التلاعب بها في السياق السوري.
وفي رد على سؤال حول تحول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى رافعة لتمكين القوى الغربية من التضييق على سورية لأن روسيا والصين حالت دونها ودون استخدام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كآلية للعدوان على سورية، أوضح فورد أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لم تترددا في استخدام المدير التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية كدمية تشقان من خلالها الطريق إلى سورية. وبصفتي مسؤولاً سابقاً في الأمم المتحدة – يتابع فورد – يمكنني القول: إن جميع المنظمات الدولية تقريباً تخضع لسيطرة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتستخدمانها، ولحسن الحظ مجلس الأمن هو المجال الوحيد الذي لا يتمكنون فيه دائماً من الحصول على ما يريدون. هذا يزعجهم إلى حد كبير، ما دفعهم إلى الذهاب أبعد من ذلك في استغلال وتحطيم وكالات مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال السفير فورد: لا يزال “تغيير النظام” مطروحاً على جدول الأعمال. بالطبع لا يمكن التصريح به علناً، وإذا كان هناك شيء جديد بعد مرور ثلاثة أشهر على الرئيس الأمريكي الجديد في البيت الأبيض فهو أنه يضاعف من سياسة سلفه، حتى دون التظاهر بالرغبة في الخروج من سورية، والتمسك بالعقوبات، وعرقلة إعادة الإعمار عمداً. وأضاف: إن وظيفة القوات الأمريكية في المناطق المحتلة من سورية ليست المساعدة في “القضاء على فلول داعش الإرهابية” كما يُزعم بشكل غير معقول، ولكن ردع القوات السورية عن استعادة الأراضي حيث يوجد معظم موارد النفط والحبوب في سورية. والحرمان من هذه الموارد هو المفتاح لـ “جلب سورية على ركبتيها من خلال الحرب الاقتصادية”، ولم يستبعد أن تضع الولايات المتحدة المزيد من الجنود على الأرض، لكن الكثيرين في البنتاغون يبذلون قصارى جهدهم لقصف سورية بأدنى ذريعة.. في الوقت الحالي، يعتمد مخططو السياسة على العقوبات الاقتصادية وهم راضون عن انتظار سقوط الحكومة السورية، كما قال.
وأوضح فورد أن التخطيط لتغيير “النظام” في سورية بدأ حقاً عندما ساءت تداعيات حرب العراق، وبدلاً من إلقاء اللوم على أنفسهم، سعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى إلقاء اللوم على سورية. وتسارعت الوتيرة بعد وصول المحافظين البريطانيين بهواجسهم المعادية لروسيا وإيران ودعمهم لإسرائيل إلى السلطة في عام 2010. وأعرب فورد عن شعوره بالخجل “من تصرفات بلدي (بريطانيا).. إنه لأمر مخز حقاً أننا لعبنا دوراً فعالاً في إحداث معاناة لملايين السوريين بينما ندعي نفاقاً أننا نفعل ذلك من أجل مصلحتهم”.
وفي الإجابة عن سؤال حول انتخابات الرئاسة في سورية، في 26 أيار الحالي، توقع فورد أن يكون انتصار الرئيس الأسد مدوياً، وبالطبع ستحاول القوى الغربية التقليل من انتصاره.. إن الكثير من جهود الدعاية الغربية الحالية ضد سورية موجهة لمحاولة إفساد انتصار الأسد وإنكار شرعية الانتخابات، لكن داخل سورية نفسها، سيرى الناس في الانتخابات نهاية لعشر سنوات من النضال، وسيخرج الأسد أقوى بينما يواجه المرحلة التالية من الحرب الغربية على سورية.
بيتر فورد هو سفير بريطاني سابق في سورية خلال الفترة 2003 – 2006.