ريم زينو بين طرفي نقيض من الجريمة
رغم المشاركات الكثيرة للممثلة ريم زينو بالمسرح والسينما والتلفزيون، إلا أنها شدّت انتباه المشاهدين بدور “هدى” في مسلسل “بعد عدة سنوات” إخراج عبد الغني بلاط وسيناريو بسام جنيد – إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني – بأدائها الملون للشخصية الماكرة التي تفتعل المكائد وتثير المشكلات وتملك القدرة على تحريك الأحداث وتصاعدها بتحريض زوجها، لتصل إلى التخطيط والاشتراك بجريمة السرقة. وربما تغييراتها المتقلبة تؤدي إلى قتلها من خلال المشاهد التي تعرض بالتتالي بشارة البداية. وقد زادت حركاتها العفوية وانفعالاتها التي تضجّ بالحيوية وتبدل الأقنعة بمحاولة إظهار براءتها من جمالية أدائها.
بالمقابل تقف على الطرف الآخر النقيض بدورها في “سوق الحرير” بشخصية مريم الجديدة على الأحداث، فلم تكن من شخصيات الجزء الأول، إذ اقتحمت الأحداث من خلال تصاعد المسار الدرامي بدخول عبد الله –سلوم حداد- السجن وتعرفه إلى والدها خلدون –حسن عويتي- الذي ارتكب جريمة لها خلفيات لم تكشف، فتقوده هذه المعرفة إلى مريم الفتاة المسالمة المنعزلة في بيتها الريفي والتي تعيش ضمن دائرة الحزن، وتبتعد عن المحيطين نتيجة ارتكاب والدها الجريمة، فيأتي عبد الله ليخرجها من وحدتها ويعمل على كشف خيوط الجريمة القديمة لوالدها وفي الوقت ذاته تبرئة نفسه. فتبدو مريم في مسلسل “سوق الحرير” إخراج المثنى صبح سيناريو سيف رضا حامد- إنتاج ميسلون بدور مختلف ومغاير تماماً لشخصية هدى، فمريم تبحث عن الحقيقة بينما هدى استطاعت إخفاء الجريمة بدهائها، وقد تمكّنت ريم زينو من الوقوف على طرفي نقيض للجريمة في دراما 2021.
الأمر اللافت هو الإشكالية التي تطرق إليها بسام جنيد في سيناريو “على بعد سنوات” بإيماءات موحية تحمل أبعاداً واقعية لتحليل منشأ الجريمة من خلال بيت عائلة هدى الذي يسود فيه التفاهم والهدوء، فرغم أن التربية كانت واحدة للأبناء الثلاثة والمناخ العائلي ذاته، بدت التبدلات والاختلافات بأنماط الشخصيات وميولها، والأهم إظهار استعداد الشخصية للانحراف والجريمة رغم العيش المشترك بأرضية واحدة، ما يفسّر أن الاستعداد النفسي لإيذاء الآخرين وارتكاب أي نوع من الجريمة بغية تحقيق مصالح ذاتية سلوك فردي يكبر بمناخات الجريمة وبأجواء ترعى العنف والعدائية وتثير الكراهية ضمن الدائرة الأوسع.
ملده شويكاني