هافال حمدي بين المعاصرة والبيئة
لا يكاد يمر مشهد من المشاهد التي يؤديها الممثل الشاب هافال حمدي إلا ويستحوذ على إعجاب المشاهدين، الذين رأوا في ابتسامته الفرحة ونظراته الدافئة والتفاتاته السريعة صورة عن والده طلحت حمدي، فأحيت ذكرياتهم لتاريخه بالدراما السورية ولأجمل الأعمال، فذاك الطفل الذي شارك في “شاري الهم” و”حمام القيشاني” مع والده أصبح وجهاً لامعاً تمكن من فرض حضوره بشخصياته الإنسانية الهادفة، التي يؤديها بكفاءة عالية معتمداً على إحساسه والأسس التي اكتسبها بطريقة غير مباشرة من مدرسة والده الراحل طلحت حمدي، والأهم تبنيه ما تعلمه في المعهد العالي للفنون المسرحية وإيمانه بأن يحدد لنفسه مساراً خاصاً مختلفاً عن والده، وبدأ طريقه الفني باجتهاده الشخصي.
ورغم مشاركاته القليلة في البداية إلا أنه سرعان ما اكتسب ثقة المخرجين فأطل بأدوار ذات مساحة كبيرة وجسد شخصيات إنسانية هادفة، تتقاطع بين أدوراه بالأعمال الاجتماعية والبيئة الشامية وتظهر نجاحه بالشخصيات الإيجابية التي يتناولها من وجوه عدة تنضوي ضمن هذا النمط.
فشخصية جواد في “الكندوش” تظهر أحلام الشاب الطموح الذي ينتمي إلى عائلة بسيطة تعمل بخدمة زعيم الحارة عزمي بيك- أيمن زيدان- وفي الوقت ذاته يعيش قصة حب محاطة بصعوبات، والأهم إظهار البعد الخفي للشخصية بعدم انجراره وراء الشر، وقد لفت الانتباه إليه رغم أن العمل جمع إلى جانب قامات فنية لها حضورها المتميز.
وضمن المسار الإنساني ذاته يجسد شخصية حازم في العمل الاجتماعي بورتريه الصحفي النشيط الذي يعمل بحرفية ومهنية عالية وبجدية تؤهله لإعجاب المدير المسؤول وتكليفه بإعداد خطة لإصدار مجلة، فيصور في زاوية ما أنموذجاً للصحفي الذي يسعى للأفضل مع أبعاد أخرى للشخصية تظهر صفاته بالبعد عن الذاتية والأنانية.
وفي العام الماضي شارك في حارس القدس بدور سهيل أحد الشباب الذين يعملون بالمقاومة ويدافعون عن فلسطين ويقفون في وجه الصهاينة، فيتعرض للاعتقال.
ولم تقتصر مشاركات هافال حمدي على الدراما إذ شارك بالفيلم القصير “ماذا لو” وفي العرض المسرحي ” الحرامي” وربما يأخذه عشقه المتوارث للتمثيل للتوجه نحو السينما والمسرح إضافة إلى الدراما، لمتابعة مشروعه الفني مع الوجوه الشابة الذين نجح بعضهم برفد الدراما السورية التي من الواضح أنها تتوجه نحو موضوعات تهتم بواقع الشباب بمواهب واعدة.
ملده شويكاني