من سيكون الأمين العام القادم للأمم المتحدة؟
ترجمة وإعداد: عائدة أسعد
لا تزال قيادة الأمم المتحدة في قبضة الرجال منذ تأسيسها عام 1945، ولكن إذا نجحت مبادرة لإحدى منظمات المجتمع المدني تعرف بحركة “فوروورد” (إلى الأمام) في تحقيق هدفها ستضاف صورة امرأة لصور الرجال الزيتية التسع المعلقة على الجدران في مدخل المقر الأممي، وقد تكون صاحبتها هي روزاليا أورتيغا رئيسة الإكوادور السابقة، فهل تمتلك أورتيغا تلك الفرصة الحقيقية؟.
هناك احتمال كبير لإعادة انتخاب غوتيريش، الذي شغل في السابق منصب رئيس وزراء البرتغال، لفترة أخرى، وذلك في 31 كانون الأول القادم، وهو أمر شبه مؤكد، وكأن الولاية الثانية للأمين العام للأمم المتحدة باتت قانوناً مكتوباً. وحتى يومنا هذا لا يوجد سوى استثناء واحد حيال قاعدة إعادة انتخاب الأمين العام لفترة ثانية، إذا رغب هو في ذلك، ما يعني أن أورتيغا لا تملك الفرصة الواقعية لخلافة غوتيريش على الأقل في الوقت الحالي.
منذ إطلاق المبادرة نجحت كولومبي كاهين سلفادور، وأندريا فيينزون، قائدتا الحملة، في حشد ثمانية آلاف مؤيد في لندن، ووجدتا مرشحتين اثنتين لتولي المنصب كجزء من الفريق، هما روزالينا أورتيغا والدبلوماسية الأرجنتينية باولا بيرتول، وقد لقي هذا الأمر قبولاً ودعماً من أنصار حركة “فوروورد” في إحدى وسبعين دولة.
إن ميثاق الأمم المتحدة ينصّ على أن يتمّ ترشيح الأمين العام من قبل مجلس الأمن الدولي ثم تجرى عملية انتخابه في الجمعية العامة، وبما أن الدول الخمس الدائمة العضوية تمتلك حق النقض (الفيتو) فإن المرشح لهذا المنصب يجب بالتأكيد أن يحصل على دعم هذه الدول الخمس.
وفيما يتعلق بـ غوتيريش فإن العديد من الدول، من بينها بريطانيا والصين، أبدتا الدعم له، لكن هناك عدداً من القواعد غير المكتوبة حيال عملية الاختيار، إذ يجب أن يتمّ دعم المرشح على سبيل المثال من دولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا هو الأمر المألوف وإن كان لا يتمّ ذكره بشكل صريح. كذلك يجب أن يكون هناك تناوب جغرافي فإذا كان الأمين العام من إفريقيا يجب أن يخلفه مرشح من آسيا، فيما لا يزال موعد أو كيفية الترشيح من قبل مجلس الأمن غير واضحة حتى الآن، ومن المتوقع أن تُجرى الترشيحات ما بين أيار وتشرين الأول من هذا العام.
إن ترشيح أورتيغا يفي بالكثير من شروط تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة بشكل رسمي أو غير رسمي، فقد تولت لفترة قصيرة منصب رئيسة الأكوادور، وقبله منصب نائبة الرئيس، وتولت إحدى الحقائب الوزارية. وأورتيغا تنحدر من أمريكا اللاتينية، وهي المنطقة الجغرافية التالية فيما يتعلق بتولي منصب الأمين العام.
وترغب حركة “فوروورد” المضي قدماً في حملتها عبر تنظيم مظاهرات وإيجاد سبل لتحريك كيانات الأمم المتحدة من الخارج، وهو ما وصفته كولومبي كاهين سلفادور بطريقة طريفة بقولها: “إننا نؤمن أنه إذا استطعنا خلق ضجة حالياً فيمكننا تغيير هذه العملية في المستقبل”.