انتخابات بحجم الأمل
علي اليوسف
اختار المرشح بشار الأسد “الأمل بالعمل” عنواناً لحملته الانتخابية، هذا العنوان يحمل دلالات كبيرة ومؤشرات على أن المرحلة القادمة هي للعمل وإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب والدول الداعمة له.
ولعلّ ربط كلمة الأمل بالعمل يشير إلى أن المصطلح لا يخلو من جرعة التفاؤل الكبيرة بأن الأمل مازال موجوداً، وأن الضوء بات يتكشّف يوماً بعد يوم عقب انجلاء غبار الحرب الإرهابية على سورية، التي دعمتها وموّلتها أعتى دول الاستعمار القديم، التي لا تريد لـ سورية أن تكون في مكانها الطبيعي الاستراتيجي.
كيف لا والأمل معقود على أبناء سورية الذين حموا ورابطوا ووقفوا ودافعوا عن أرضهم وعن وجودهم، وانتصروا وحافظوا على تراب سورية من دنس الإرهابيين. نعم الأمل في شباب سورية الذين يمثلهم المرشح بشار الأسد، الذي يدرك أن سورية هي بلاد الفينيقيين، وأنه لا يمكن لطائرها أن يبقى تحت رماد أي حرب، وهو يعلم علم اليقين أن سورية قادرة على النهوض من جديد، وستعود إلى ما كانت عليه من قبل، وأن الأمل هو في ذاك الشباب القادم مستقبلاً.
هذا الأمل لا بد أن يرتبط بالعمل، لأن الأمل لن يتحقق إلا بالعمل. وبالفعل أعطى المرشّح إلى الرئاسة رسائل كثيرة في هذا الاتجاه، فقد أصدر قوانين ومراسيم كانت بمثابة الأرضية القانونية -قانون الاستثمار قبل أيام مثلاً- لانطلاقة العمل في المستقبل، ولعلّ زيارته أيضاً إلى مدينة حسياء الصناعية قبل أسابيع مؤشر واضح على أن سورية بحاجة الآن إلى العمل وإطلاق العجلة الصناعية لدعم الاقتصاد الوطني، كما أن اهتمامه بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار في حلب يصبّ في هذا الإطار.
هذه الرسائل لا تحتاج إلى تفسير، لأنها تعني باختصار أن العمل يبدأ من الصناعة والأمل معقود على تلك السواعد التي وضعت سورية في مصاف أهم الصناعيين على المستوى العالمي، وهي قادرة الآن على تجاوز المحنة وتعيد لسورية ألقها السابق.
“الأمل بالعمل” معقود أيضاً على الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب سورية في حربها، فقد وقّع المرشح بشار الأسد اتفاقيات مع كلّ من روسيا والصين وإيران تمهد لإعادة الإعمار، مع عدم نسيان أن هناك أراضي لا بد من تحريرها من رجس الإرهاب وإعادتها إلى حضن الوطن لتكون الداعم في إعادة الإعمار.
نعم الأمل بأن الأيام القادمة ستكون الأفضل، وأن العمل عنوان المرحلة القادمة. لهذا فإن الانتخابات لا شك ستكون المفصل في تاريخ سورية، وستكون بحجم الأمل المرجو من المرشح بشار الأسد الذي قاد سورية إلى بر الأمان، ومنع تدميرها، نعم هي بحجم الأمل في أن يعيد الأسد لسورية ألقها ويجعلها “درة الشرق” كما وعد ذات مرة.