سورية الأسد إلى أبد الأبد
غالية خوجة
ما قبل العشرية الإرهابية وبعدها، سجلت سوريتنا الحبيبة انتصاراتها الدائمة في تأريخ الإنسانية، ولم يكن السواد الجهنمي الإرهابيّ العالمي سوى ما شخّصه القائد بشار حافظ الأسد في أول خطاب له أثناء التدمير الشامل لوطننا، والذي تركّز في محور أزلي، وانطلق من محور أبدي، وأعني تحديداً عبارته الخالدة: “أزمة أخلاق”.
الأخلاق هدف محوريّ لجميع الأديان وشريعتها الإلهية، ولن نبصر أبلغ من القرآن الكريم الذي شهد لخاتم النبيين: “وإنك لعلى خلُقٍ عظيم”، وهذا ما أكده صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله التي اختزلها بحكمته البالغة: “إنما بعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق”.
الأخلاق بحاجة إلى وعي ملتحم بالضمير، وضمير واعٍ ملتحم بالروح والعقل، وهذا ما بحث عنه الإنسان منذ وعيه البدئي ليكتشف الهدف من وجوده في هذا الكون، وكانت بدايته مع التشريعات الأرضية التي من المتوقّع أن تساهم في ارتفاع منسوب الأخلاق إلى جمالياتها القصوى: مكارم الأخلاق.
إذن، الوعي الأخلاقي سواء كان على الصعيد الفردي أو المجتمعي ضرورةٌ لا بد منها لمن يريد أن يكون إيجابياً في رحلته الأرضية القصيرة، لأن هذا الوعي المتناغم مع اللاوعي هو الذي يؤدي إلى التطوير والتطور والاستدامة في التقدم الحضاري لنحمل مشعل الأمانة ونصونه ونستمر بإضاءته بأرواحنا وأنفسنا وقبورنا. وبلا شك، محبة الأوطان من الإيمان، والإيمان أخلاق، ومن يحب وطنه لا بد وأن يعمّره بسلوكه الطيب وكلمته الطيبة، ومن يكره ذاته، ويكون عدو نفسه، يدمّر وطنه ومجتمعه ملتفاً بعباءات الظلاميين والإرهابيين في الداخل والخارج، مرتدياً مصطلحاتهم الفاسدة المفسدة المعبّرة عن مصالحهم، التي تدسّ السمّ في الدسم، لتجعل من يضع رقبته تحت أسيافها وسواطيرها جسراً لعبورها إلى الأوطان المستهدفة بالدمار والتدمير، والخراب والتخريب، والفساد والإفساد، وعلى كافة المستويات الواقعية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية والإعلامية، وبدءاً من الداخل. ويضاف إلى كل ذلك تزييف الحقائق وابتداع الوسائل بتفاصيلها وتفاصيل تفاصيلها وظلال تفاصيلها، فتغدو الهمجية البربرية المتصهينة واضحة المعالم والرموز، منكشفة، وتخدع ذاتها أكثر مما تخدع العالم.
لقد وصل بالمخربين لضمائرهم وهويتهم وأوطانهم إلى دلالات “يخربون بيوتهم بأيديهم” وأيدي أعدائهم، ولفّوا حول رقابهم وقبورهم مصطلحات أعدائهم، فماتوا بغيظهم من انتصارنا، والتحامنا بنسيجنا الوطني وعلمنا ونشيدنا وقائدنا وشهدائنا وجرحانا ومجتمعنا وأرضنا، لأن من امتلك الحق والحقيقة لا بد وأن يزهق الباطل.
القائد الأسد حمل الأمانة وجيشنا السوري العقائدي حمل الأمانة وشهداؤنا وجرحانا وأهاليهم ونحن السوريون الملتفون حول ضمير وأخلاق قيادتنا الحكيمة وأهاليهم أيضاً، حملنا الأمانة، ولن نفرط بذرة خردل من هوائنا ومائنا وترابنا وسمائنا.
ولن ينسى الشعب الذي يردد: “الله، سورية، بشار وبس”، كيف ردد وبتناغمية قائدنا بشار الأسد: “الله، سورية، شعبي وبس”، وفي هذه التناغمية انسجام أسطوري أثبته الواقع المنتصر على ذبحهم وحرائقهم وتدميرهم للشجر والحجر والبشر.
ومن ينسى كيف أكّد سيادته: “حلب في عيوني”، وحلب جزء من كل، وهذا يعني أن سورية في عيوني، والعين نافذة القلب، ومنطوق الضمير، والبوابة المشرعة على البصيرة. وما هذه الانعكاسات سوى مرايا أخلاقية للمسؤولية والأمانة والحق الوطني المتجذر فينا، الذي يجعلنا نبصم بالروح والدم لقائد خياره إمّا النصر وإمّا النصر، مصرّاً على النهوض بسوريتنا الحبيبة نهوض الفينيق الذي يستعيد جمالياته المتفوقة ويضيف إليها جماليات متفوقة جوهرها ومنهجيتها ومدارها الكوني هو الأخلاق، فما أجمل أن نردد معاً: “إذا الشعب أراد الوطن، فلا بدّ لبشارُ أن ينتصر، ولا بد بشار سينتصر”.