بحجة “داعش”.. بريطانيا ترسل سفنها إلى حدود الصين
تقرير إخباري
ليس من المستغرب أن تسعى بريطانيا لتحقيق مصالحها الحيوية، متخذة الكثير من الذرائع لتحقيق تلك المصالح التي تجلّت مؤخراً في عزمها على نشر أحدث حاملة طائرات تملكها في البحر الأبيض المتوسط (إتش إم إس كوين إليزابيث)، وذلك بذريعة محاربة بقايا تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية، لكن هذه الكذبة لن تنطلي على أحد، لأن التنظيم الإرهابي هزمته سورية وحلفاؤها.
يؤكد العديد من الباحثين الاستراتيجيين البريطانيين أن هذه العملية تمّ التخطيط لها بعد أن فقدت المملكة المتحدة موقعها في العالم بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وأن هذه الخطوة تدخل ضمن حملة علاقات دولية عامة، كي تظهر للعالم بأنها تملك قوة ضاربة، وربما تحاول مرة ثانية أن تستعيد لقب (سيدة البحار) عندما كانت إمبراطورية واسعة لا تغيب عنها الشمس.
هذه الخطة كانت موضع رهان كبير لأنصار (بريكست) على أمل أن تستعيد بريطانيا المجد والقوة اللذين عرفتهما في الحرب العالمية الثانية، لكن لا يدرك هؤلاء المناصرون أن كلّ المعادلات تبدّلت وتغيّرت واختلت توازناتها، وهو ما تمّ لحظه حين بدأت السياسة الخارجية البريطانية تتسم بالقسوة والحدّة تجاه الصين وروسيا، منذ التصويت على (بريكست) في 2016، وأحياناً يتجاوز الخطاب بينها الخطوط الحمراء، والسبب أن الصين طوّرت إمكانياتها البحرية، وبشهادة العديد من الجنرالات الأمريكيين فإن البحرية الصينية أصبحت الأولى عالمياً من حيث القوة وعدد القطع البحرية، وهي تبني بسرعة هائلة حاملات طائرات متطورة وغواصات متنوعة منها غواصات نووية.
من هنا كان تقييم الباحثين الاستراتيجيين البريطانيين بأن نشر الحاملة البريطانية الحديثة (إتش إم إس كوين إليزابيث) لا يخرج عن هذا السياق، فالهدف الفعلي والعملي يتعدّى قتال تنظيم “داعش” إلى عتبة جمهورية الصين الشعبية، والتمركز في المحيط الهندي والمحيط الهادئ ومنطقة آسيا، على خطوط التماس مع البحرية الصينية المنتشرة هناك، وهو ما قد يؤدي إلى حوادث استفزازية ضد الصين وقواتها المتمركزة في البحر، وربما تتطوّر إلى ما لا تُحمد عقباه.
ريا خوري