العنصرية ضد الآسيويين
تقرير إخباري
لا يغيّب الاحتفال بشهر التراث الآسيوي حقيقة أن الجاليات الآسيوية في جميع أنحاء العالم -من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا إلى أستراليا- تشهد ارتفاعاً في العنصرية وجرائم الكراهية، توّجت بقتل النساء الآسيويات في أتلانتا في آذار الماضي والذي كان أعنف هذه الجرائم. إن الكثير من العنصرية الموجّهة ضد الآسيويين تتخذ أشكالاً يومية مثل العنف الجسدي، والتمييز العلني والسري في أماكن العمل، والافتراءات العنصرية، والاعتداءات الصغيرة في جميع أنحاء المدن الكبرى في أمريكا الشمالية. وتشير الأبحاث التي أجراها توماس بيبنسكي إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الأخبار اليمينية في الولايات المتحدة يميلون إلى التقليل من أهمية المشكلة.
إن جذور العنصرية المعادية لآسيا أعمق وأغلبها ذات طبيعة سياسية للغاية، فلقد أصبح بعض العلماء من أصل صيني في الولايات المتحدة أهدافاً لعمليات التطهير الحكومية منذ إطلاق مبادرة الصين التابعة لوزارة العدل الأمريكية في عام 2018، والتي تهدف إلى ما تسمّيه مكافحة التجسّس الاقتصادي من الصين. وهنا يصف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كريستوفر راي نهج الصين بأنه تهديد للأمن القومي، لذلك ليس من الصعب تخيّل كيف أدّت هذه المبادرة إلى التنميط العنصري، والذي جعل بعض أعضاء المجتمع الأمني الأمريكي ينظرون الآن إلى الطلاب الصينيين على أنهم طابور خامس، ما يكشف عن خطر أخلاقي.
وقد أدّى تصنيف COVID-19 على أنه “الفيروس الصيني” إلى تصعيد هذه المشاعر، كما يُعدّ إقرار الكونغرس الأمريكي مؤخراً لمشروع قانون مكافحة جرائم الكراهية خطوة في اتجاه الحدّ من العنصرية ضد الآسيويين، لكنه من السذاجة الاعتقاد بأن المشاعر ستختفي بمجرد انتهاء الوباء.
ولمكافحة العنصرية المتزايدة ضد آسيا، ستحتاج البلدان الغربية إلى جهود كبيرة من الحكومة والمجتمع المدني والمجتمعات الشعبية والأوساط الأكاديمية لتغيير الصورة النمطية التي يكبل الآسيويون بها.
عناية ناصر