دراساتصحيفة البعث

امتعاض واشنطن من نورد ستريم2

تقرير إخباري

تسبب بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم2” عبر بحر البلطيق في نشوب توترات بين برلين وواشنطن لسنوات، حيث تخشى الولايات المتحدة من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي ما سيلحق، بنظرها، أضراراً اقتصادية ببلدان عبور الغاز الروسي، ولا سيما أوكرانيا.

فعشية اجتماع بوتين وبايدن في جنيف، نشرت “دي فيلت” افتتاحية تحلل تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكين، حول مسألة علاقات واشنطن مع برلين وموسكو، لافتةً إلى أن  الولايات المتحدة تعارض خط أنابيب نورد ستريم 2 وتحاول منع هذا المشروع من أجل ضرب المصالح الروسية ودعم أوكرانيا باعتبارها الدولة التي يتدفق من خلالها الغاز الروسي إلى أوروبا.

كاد مشروع الغاز يؤدي إلى صراع خطير في العلاقات بين ألمانيا وأمريكا، حيث ارتبط ذلك بحقيقة أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين اقترحوا منذ بعض الوقت إخضاع بعض الشركات الألمانية وحتى بعض السياسيين لعقوبات بسبب دعمهم المشروع، مثل مانويلا شويزيغ، الوزيرة الاشتراكية الديمقراطية – رئيسة إقليم مكلنبورغ – بوميرانيا الغربية بعدما اتضح أن الموانئ على هذه الأرض الألمانية هي الأساس لبناء نورد ستريم 2.

في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في واشنطن الأسبوع الماضي، تحدث وزير الخارجية عن استعداد ألمانيا للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية، مشيراً إلى أنه يمكن لبرلين أن تضمن أن أوكرانيا لن تتكبد خسائر مالية مرتبطة بنقل الغاز عبر أراضيها.

ووفقاً للديمقراطي روبرت مينينديز فإن حظر نورد ستريم 2 سيكون “استعراضاً للقوة من جانب الولايات المتحدة تجاه روسيا”، حيث تم الانتهاء أيضاً من بناء الجزء الخطي من خط أنابيب الغاز إلى محطة ضاغط سلافيانسكايا، وهي نقطة البداية لخط أنابيب الغاز، وفق ما صرح الرئيس الروسي بوتين، لذلك فإن شركة غازبروم جاهزة لملء نورد ستريم 2 بالغاز.

في ظل الظروف الحالية، وبحسب أنتوني بلينكين، سيكون الخيار الأسوأ للولايات المتحدة عندما يكون خط الأنابيب جاهزاً للعمل، خاصة وأن العلاقات مع ألمانيا “مسمومة”، وبالتالي لن يكون لبرلين أي مصلحة في التعاون مع الولايات المتحدة. لذلك بدلاً من هذا السيناريو السلبي، من الضروري أن تتفاوض الولايات المتحدة وألمانيا بهدف “ضمان استقبال أوكرانيا المستقر لمدفوعات نقل الغاز لسنوات عديدة قادمة”.

هيفاء علي