الرحلة إلى امتحانات ريف الرقة المحرر تبدأ الساعة الواحدة ليلاً؟!
الرقة- حمود العجاج
لم تكن أيام الامتحانات العامة (الأساسي والثانوي) عادية في ريف الرقة المحرر، إذ تضافرت جهود متعددة لإنجاح العملية الامتحانية، لأن الأمر هناك مختلف، والعدد الأكبر منهم تبدأ رحلته من الساعة الواحدة ليلاً كي يتمكن من الوصول إلى الريف المحرر قادماً من المناطق الساخنة، وفي كل مادة امتحانية، وليست هناك حالة اعتيادية طبيعية، أن يذهب الطالب للامتحان ويعود إلى منزل أسرته بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية الانفصالية على القسم الأكبر من محافظة الرقة حتى الآن، أمام رغبة التلاميذ والطلاب وذويهم بالتعلّم وتقديم الامتحانات في مدارس ومراكز وطنهم.
مدير تربية الرقة فراس العلو قال إن هناك أكثر من 200 طالب وتلميذ تمكنوا من الهروب ودفع مبالغ طائلة للوصول إلى مراكز الإقامة وإلى قاعات الامتحان في ريف الرقة المحرر قادمين من مدينة تل أبيض والقرى التابعة لها، حيث يتواجد الاحتلال التركي وإرهابيوه، إلى أماكن تواجد مؤسسات الدولة السورية التعليمية، وكانت معاناتهم طويلة ومحفوفة بالمخاطر، واستغرقت عدة أيام، كما وصل آلاف الطلاب من المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأمريكي إلى ريف الرقة المحرر.
مدير فرع الهلال الأحمر بالرقة أحمد شيخو قال: إن عدد الطلاب المسجلين في امتحانات شهادة الثانوية والإعدادية لهذا العام بلغ 17754 تلميذاً/ة وطالباً/ة، واحتاج حوالي ألف طالب وتلميذ منهم مع عدد من ذويهم للإقامة في مراكز الاستضافة بعد أن تم تجهيز عدد من المدارس في الريف المحرر لهذه الغاية، وبيّن مدير فرع الهلال أنه يتم توزيع وجبة غذائية يومية على الطلاب في مراكز الاستضافة، وسلة معلبات لكل واحد منهم في بداية إقامتهم، وتأمين المستلزمات الأخرى من فرشات وحرامات وعدد مطبخ، إضافة إلى نقل الطلاب في باصات مستأجرة لصالح الهلال الأحمر من مراكز الاستضافة إلى المراكز الامتحانية، وكذلك من المعابر إلى المراكز الامتحانية، وتزويد مراكز الاستضافة ومراكز الامتحانات بمياه الشرب بشكل يومي، وصيانة مرافق مراكز الاستضافة، وتقديم الطاقة الشمسية لتأمين الإنارة لعدم توافر التيار الكهربائي في بعض مناطق الريف المحرر بشكل مطلق، وانقطاعه لساعات طويلة في أماكن أخرى بسبب تحكم الطرف الآخر بمصادر الطاقة، كما راعى القائمون على مراكز الاستضافة الجانب الصحي، وتم توزيع سلال صحية للطلاب.
ومن الجدير ذكره أن فرع الهلال بالرقة قام بمبادرة نوعية تمثّلت في تمكين التلاميذ القادمين من المناطق المحررة الذين قدموا لتقديم امتحانات التعليم الأساسي، والذين لا يملكون هوية شخصية أو استحقوها حديثاً، وذلك بدفع النفقات اللازمة عنهم في مراكز السجل المدني من صور شخصية وطوابع.. إلخ من خلال فريق تطوعي من نقابة المحامين بالرقة الذي يتابع كل تلميذ وتلميذة حتى استلام الإيصال الخاص بالبصم على الهوية الشخصية، كما تم أيضاً تقديم مبلغ 40 ألف ليرة لكل طالب وتلميذ من الذين تقدموا للامتحانات العامة في ريف الرقة المحرر بصفة (أحرار).