هل ستحل مخرجات مؤتمر “برلين 2” الصراع في ليبيا؟
كان من المتوقع أن يكون مؤتمر “برلين2” الذي عُقد في 23 حزيران 2021، أكثر وضوحاً وحسماً للكثير من القضايا المهمّة، وتحديداً ما يتعلق بوجود القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، وأن يضع المؤتمر آلية محدّدة لذلك، ويحدّد جدولاً زمنياً للتنفيذ بالسرعة المناسبة، لا أن يكتفي بالدعوة إلى سحبها فقط من دون تأخير أو مماطلة، ومطالبة جميع القوى والجهات الفاعلة في ليبيا بالامتناع عن القيام بأية أنشطة تتسبّب في تفاقم الوضع بشكل أكثر مما هو عليه.
لكن مقررات مؤتمر “برلين2” لم تكن بمستوى التحديات الكبيرة جداً التي تواجهها الحكومة الليبية الانتقالية، إذ لا قيمة لأي شيء من دون تحرير ليبيا من الوجود العسكري الأجنبي والقوى الإرهابية، وتوحيد المؤسّسة العسكرية، ونزع سلاح الميليشيات، والقضاء على الإرهاب والإرهابيين، وتحقيق المصالحة الوطنية.
من الواضح أن المؤتمر لم يتمكّن من إنجاز هذا الهدف، نظراً لارتباط مصالح قوى داخلية ليبية بالوجود الأجنبي، علاوة على رغبة بعض القوى العسكرية الأجنبية تعزيز نفوذها وقوتها داخل ليبيا من خلال هذه القوى، ولذلك لا يمكن القول إن مؤتمر “برلين2” شكل تحولاً إيجابياً كبيراً.
إذن ستبقى كلمات الوفود التي شاركت في مؤتمر “برلين2″، والبيان الختامي للمؤتمر مجرد حبر على ورق ولا قيمة له إذا بقيت ليبيا مقيدة بالوجود الأجنبي وبالقوى الإرهابية التي جلبتها معها، ومسلوبة القرار والسيادة، ومنقسمة بين شرق وغرب، وبين جيوش وميليشيات، وجماعات إرهابية تتنازع على الأرض والثروة.
ريا خوري