مجلة البعث الأسبوعية

بعدما تحوَّل إلى شبهة كورونية.. كيف أعالج سعال الأطفال في المنزل ومتى أتوجه للطبيب؟

يعتبر سعال الأطفال أحد أكثر أعراض أمراض الطفولة شيوعاً. وقد يبدو لمن يسمعه أنه عارض مزعج ومتعب، لكنه لا يكون عادةً علامة على حالة خطيرة. فكيف يمكن أن تساعد الطفل في تخفيف حدته ومتى يجب زيارة الطبيب؟

في الواقع، السعال هو رد فعل صحي ومهم يساعد على حماية الشعب الهوائية في الحلق والصدر، فهل تتساوى أنواع السعال؟ وما هي أنواع سعال الأطفال؟ إن فهم الأنواع المختلفة من السعال يساعد في معرفة وقت التعامل معها في المنزل ومتى يجب زيارة الطبيب.

وأكثر أنواع السعال شيوعاً هي: السعال الجاف. السعال الديكي. السعال مع الصفير. السعال الليلي. سعال النهار. سعال مصحوب بالحمى. السعال مع القيء. السعال المستمر. السعال الجاف ويسمى السعال النباحي.

وعادة ما ينتج السعال النباحي عن تورم في مجرى الهواء العلوي. وفي معظم الأحيان، يأتي السعال النباحي من الخناق وتورم الحنجرة والقصبة الهوائية.

ولدى الأطفال الأصغر سناً ممرات هوائية أصغر، وفي حالة تورمها، يمكن أن تجعل التنفس صعباً، أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، فهم الأكثر عرضة للإصابة بالخناق؛ لأن مجاريهم الهوائية ضيقة جداً.

ويمكن أن يبدأ السعال الناتج عن الخناق فجأة، وغالباً في منتصف الليل. ويعاني معظم الأطفال المصابين بالخناق أيضاً من صرير، وهو تنفس قاس وصاخب يحدث عندما يستنشق الطفل.

سعال الأطفال

 

السعال الديكي

السعال الديكي عدوى تصيب الشعب الهوائية وتسببها بكتيريا بورديتيلا الشاهوق.  ويعاني الأطفال المصابون بالسعال الديكي من نوبات من السعال المتتالي دون أن يتنفسوا بينها.  وفي نهاية السعال، يأخذون نفساً عميقاً؛ مما يصدر صوتاً “ديكياً”، ومن الأعراض الأخرى سيلان الأنف والعطس والحمى الخفيفة.

ويمكن أن يحدث السعال الديكي في أي عمر، ولكنه يكون أكثر حدة عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد والذين لم يحصلوا على لقاح السعال الديكي، وهو جزء من اللقاح الرباعي. وهو مرض معد للغاية، لذا يجب أن يحصل جميع الأطفال على حقنة السعال الديكي في عمر شهرين و4 أشهر و6 أشهر و 15 شهراً، ومن 4 إلى 6 سنوات.

 

السعال مع الصفير

إذا أصدر طفلك صوت صفير عند التنفس “الزفير”، فقد يعني ذلك أن الممرات الهوائية السفلية في الرئتين منتفخة. ويمكن أن يحدث هذا مع الربو أو التهاب القصيبات الفيروسي، ويحدث الأزيز أيضاً إذا تم سد مجرى الهواء السفلي بواسطة جسم غريب.

والطفل الذي يبدأ في السعال بعد استنشاق شيء مثل الطعام أو لعبة صغيرة، يجب أن يرى الطبيب فوراً.

 

السعال الليلي

يزداد السعال سوءاً في الليل، وعندما يصاب طفلك بنزلة برد، يمكن لمخاط الأنف والجيوب الأنفية تصريف الحلق والتسبب في السعال أثناء النوم، ويصبح الأمر مشكلة جدية إذا كان السعال لا يسمح لطفلك بالنوم.

يمكن أن يؤدي الربو أيضاً إلى السعال الليلي، لأن الممرات الهوائية تميل إلى أن تكون أكثر حساسية في الليل.

 

سعال النهار

يمكن للهواء البارد أو النشاط أن يفاقم السعال أثناء النهار. حاول التأكد من عدم وجود أي شيء في منزلك- مثل معطر الجو أو الحيوانات الأليفة أو الدخان (خاصة دخان التبغ(.

 

سعال مصحوب بحمى

من المحتمل أن يكون الطفل المصاب بسعال وحمى خفيفة وسيلان في الأنف مصاباً بنزلة برد. لكن السعال المصحوب بحمى تصل إلى 39 درجة مئوية أو أعلى قد يكون أحياناً بسبب الالتهاب الرئوي، خاصة إذا كان الطفل ضعيفاً ويتنفس بسرعة.  وفي هذه الحالة، اتصل بطبيبك على الفور.

 

السعال مع القيء

غالباً ما يسعل الأطفال كثيراً؛ لدرجة أنه يتسبب في حدوث رد فعل بلعوم، مما يجعلهم يتقيأون. وقد يتقيأ الطفل المصاب بسعال مصحوب بنزلة برد أو نوبة ربو إذا تسرب الكثير من المخاط إلى المعدة وسبب الغثيان. وعادة، لا يكون هذا مدعاة للقلق ما لم يتوقف القيء.

 

السعال المستمر

يمكن أن يستمر السعال الناتج عن نزلات البرد بسبب الفيروسات لأسابيع، خاصة إذا كان الطفل يعاني من نزلة برد تلو الأخرى.  وقد يتسبب الربو أو الحساسية أو العدوى المزمنة في الجيوب أو الشعب الهوائية أيضاً في حدوث سعال دائم، وإذا كان طفلك لا يزال يعاني من السعال بعد 3 أسابيع، فاتصل بالطبيب.

 

علاج سعال الأطفال

تحدث معظم حالات السعال بسبب الفيروسات ويجب أن تأخذ مجراها. وفي بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين، ولا يصف الأطباء عادة المضادات الحيوية؛ لأنها تعمل ضد البكتيريا فقط.

ما لم يسمح السعال لطفلك بالنوم، فلن تكون هناك حاجة إلى أدوية السعال. قد تساعد الطفل على التوقف عن السعال، لكنها لا تعالج سبب السعال.

وإذا كنت تستخدم دواء السعال دون وصفة طبية، فاتصل بالطبيب للتأكد من الجرعة الصحيحة وللتأكد من أنها آمنة لطفلك.

لا تستخدم الأدوية المركبة بدون وصفة طبية، فهي تحتوي على أكثر من دواء واحد، ويمكن أن يعاني الأطفال من آثار جانبية أكثر من البالغين ومن المرجح أن يحصلوا على جرعة زائدة من الدواء.

وأخيراً، لا ينصح بأدوية السعال للأطفال دون سن 6 سنوات.

ومن العلاجات المنزلية التي ينصح بها، تقديم السوائل للطفل والحفاظ على رطوبة الجسم والحلق، كما ينصح الأطباء بتقديم العسل لإراحة الحلق ولخواصه العلاجية الطبيعية. ويمكن رفع رأس الطفل عند النوم بوسادة إضافية، وإضافة جهاز ترطيب الهواء في غرفة النوم ليلاً.

 

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

اتصل بطبيبك دائماً إذا كان طفلك يسعل، و:

يعاني من صعوبة في التنفس أو يعمل بجد للتنفس.

يتنفس أسرع من المعتاد.

لون الشفتين أو الوجه أو اللسان أزرق.

حمى شديدة (خاصة إذا كان طفلك يسعل ولكن ليس لديه سيلان أو انسداد في الأنف).

يعاني من أي حمى وكان عمره أقل من 3 أشهر.

عمر الطفل أقل من 3 أشهر ويعاني من السعال لأكثر من بضع ساعات.

يصدر صوتاً “ديكياً” عند الشهيق بعد السعال.

يسعل دماً.

لديه صرير (صوت صاخب أو موسيقي) عند التنفس.

لديه صفير عند الزفير (ما لم يكن طبيبك قد أعطاك بالفعل خطة عمل للربو).

ضعيفاً أو غريب الأطوار أو سريع الانفعال.

يعاني من علامات الجفاف: تشمل العلامات الدوخة والنعاس وجفاف الفم أو اللزوجة والعيون الغارقة والبكاء بدموع قليلة أو بدون دموع، أو يتبول أقل من العادة.