ملتقى الحوار الليبي يفشل في الاتفاق على قاعدة دستورية للانتخابات
انتهت مناقشات ملتقى الحوار الوطني الليبي بالفشل في التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات المقررة في 24 كانون الأول المقبل، وذكر مساعد المبعوث الأممي إلى ليبيا، ريسدون زنينغا، أنه “لا توجد أرضية مشتركة بين الأطراف بعد 5 أيام من الحوار”، وأضاف أنّ “عدم التوصل إلى اتفاق سيشعر الشعب الليبي بالخذلان، وهذا لا يبشّر بالخير إزاء مصداقية ملتقى الحوار”. كما رأى أنّ “الحل لا يمكن إلا بالعودة إلى روح خارطة الطريق للتمهيد إلى إجراء انتخابات وطنية في 24 كانون الأول”
ودعا المشاركين إلى مواصلة الجهد، مضيفاً أن المحادثات شهدت “جدلاً محتدماً” وتهديدات بالانسحاب.
وكانت اللجنة الليبية المصغرة المنبثقة عن ملتقى الحوار الليبي قدّمت 3 اقتراحات للتصويت عليها إلى أعضاء الملتقى الـ75، الأول يفيد بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية في وقت واحد في 24 كانون الأول وفق قاعدة دستورية مؤقتة. والاقتراح الثاني، إجراء انتخابات نيابية في 24 كانون الأول وفق قاعدة دستورية مؤقتة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية لمرحلة لاحقة وفق الدستور العام. أما الاقتراح الثالث، فيفيد بعرض الدستور العام على الاستفتاء خلال المرحلة التمهيدية، وإجراء الانتخابات على أساس هذا الدستور.
يذكر أن المحادثات، المنعقدة في فندق على بعد 15 كيلومتراً من جنيف، قد مدّدت ليوم خامس الجمعة في ظل عجز المشاركين عن التوافق، وذلك رغم أنه كان من المقرر أن تضع بحلول الأول من تموز الأساس الدستوري لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. لكن الوفود ومسؤولين من الأمم المتحدة قالوا: إنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق بشأن عدد من المقترحات المطروحة، مما دفع المنظمين إلى تمديد المحادثات، التي كان من المقرر أصلاً أن تستمر أربعة أيام فقط.
والانتخابات جزء أساسي من الجهود الدولية لإرساء الاستقرار في ليبيا، التي تشهد اضطرابات منذ عدوان حلف شمال الأطلسي في 2011. وجاءت محادثات سويسرا بعد مؤتمر دولي عُقد في برلين الأسبوع الماضي. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش الاثنين: إن مغادرة سويسرا دون قرار هذا الأسبوع “ليس خياراً مطروحاً” بالنظر للإطار الزمني المتاح.
ووصف كوبيش يوم الخميس الجلسة التي عقدت في ذلك اليوم بأنها “صعبة”، وحث الوفود على الامتناع عن “السلوك غير المهذب والهجمات الشخصية”، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل، فيما قالت إلهام سعودي عضو المنتدى: إن ما حدث لم يكن النتيجة التي تطلع إليها المشاركون، لكنها أفضل نتيجة ممكنة في ظل الخيارات المطروحة وعجز قيادة بعثة الأمم المتحدة عن إبقاء المحادثات في مسارها.
يشار إلى أنّ اللجنة الاستشارية المنبثقة من ملتقى الحوار السياسي الليبي عقدت اجتماعاً تشاورياً مباشِراً استمر 3 أيام في تونس، استعداداً لمناقشات الجلسة العامة للملتقى.
وتأسست اللجنة الاستشارية المنبثقة من ملتقى الحوار السياسي في كانون الثاني، وضمّت 18 عضواً من أجل “ضمان تنوّع واسع النطاق، جغرافياً وسياسياً”، بالإضافة إلى “ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكوّنات الثقافية”.