أخبارصحيفة البعث

لليوم الـ63.. الأسير أبو عطوان يواصل معركة الأمعاء الخاوية

جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات ضاحية السلام في القدس وهدمت مدرسة قيد الإنشاء، كما اقتحمت بلدة الطور شرق المدينة وأجبرت فلسطينياً على هدم منزله وشرّدت عائلته.

وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي السيلة الحارثية واليامون غرب مدينة جنين، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، فيما تعرّضت فلسطينية للإصابة نتيجة اعتداء مستوطنين إسرائيليين عليها بالقرب من الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل ما أدّى إلى إصابتها بجروح ورضوض.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدات عناتا وأبو ديس وحزما في القدس والدوحة في بيت لحم واعتقلت ثمانية فلسطينيين، فيما استولى مستوطنون إسرائيليون على مساحات من أراضي الفلسطينيين في قرية الجبعة جنوب غرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وأفاد رئيس مجلس القرية ذياب مشاعلة بأن مستوطنين اقتحموا القرية واستولوا على مساحات من أراضي منطقة (حيلة المقاتيل) لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي القرية.

إلى ذلك، يواصل الأسير الفلسطيني الغضنفر أبو عطوان إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ63 احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين رغم التدهور الخطير في صحته.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن أبو عطوان قوله: “سأنتصر.. أنا صامد وسأواصل الإضراب ومنذ يومين امتنعت عن شرب الماء أيضاً.. إرادتي أقوى من سجّاني وأمعائي الخاوية هي السلاح الذي سأنال به حريتي”. وأضاف: “لست الأول في إضرابي عن الطعام ولست الأخير.. رسالتي هي رسالة كل الأسرى.. الشعب الفلسطيني شعب صامد مناضل وعلى العالم كله أن يعرف معاناته تحت الاحتلال وأن يقف إلى جانبه حتى ينال حريته وجميع حقوقه”.

وفي ظل تعنّت سلطات الاحتلال ورفضها الإفراج عنه ناشد أبو عطوان في رسالة يوم الأحد الماضي أحرار العالم التدخل لإنقاذه وجاء فيها: “فقدت صحتي.. حياتي تتلاشى أمام عيني.. الاحتلال يطبّق عليّ سياسة الموت البطيء.. أنقذوا حياتي”.

وحذر نادي الأسير الفلسطيني من أن كل ساعة تمرّ تهدّد حياة الأسير أبو عطوان الذي يعاني من نقص حاد في كمية السوائل في الجسم، الأمر الذي من شأنه أن يوقف وظائف أعضائه الحيوية في أي لحظة مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنه.

وفي السياق ذاته، طالب عشرات الفلسطينيين خلال وقفة تضامنية في مدينة طولكرم بالضفة الغربية اليوم المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى في معتقلات الاحتلال وخاصة المرضى والمضربين عن الطعام منهم.

وشدّد المشاركون في الوقفة أمام مكتب الصليب الأحمر على ضرورة مواصلة دعم الأسرى والتضامن معهم في ظل ما يتعرّضون له من انتهاكات وممارسات وحشية من سلطات الاحتلال وسط إهمال طبي متعمّد بحقهم.

وأكد مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر أن وقفة اليوم هي دعم للأسرى ومساندة للأسير أبو عطوان المضرب عن الطعام لليوم الـ63 على التوالي وسط ظروف صحية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي للأسرى المرضى والمضربين عن الطعام، داعياً المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي لتحمل مسؤولياتهم والضغط لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين.

جاء ذلك في الوقت الذي شارك عشرات الفلسطينيين في مدينة البيرة بالضفة الغربية في وقفة تضامنية دعماً للأسير أبو عطوان وباقي الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها القوى الوطنية الفلسطينية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة العلم الفلسطيني وصور الأسير أبو عطوان المضرب عن الطعام لليوم الـ63 ولافتات دعم للأسرى الفلسطينيين الذين يتعرّضون لانتهاكات جسيمة في معتقلات الاحتلال وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمّد الذي يهدّد حياتهم، مطالبين الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والدولية المعنية بشؤون الأسرى بتحمّل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال للإفراج عن أبو عطوان وعن جميع الأسرى.

من جانبه، جدّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مطالبته المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بكسر النمطية العاجزة وغير المقبولة في التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. ودعا إلى ترجمة المطالبات والمناشدات والإدانات الدولية لخطوات عملية رادعة وعقوبات كفيلة بإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني. ولفت إلى الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بعدوانهم وجرائمهم ضد الفلسطينيين ومقدساتهم والحصار غير القانوني وغير الإنساني المستمر على قطاع غزة والمخططات الاستيطانية الهادفة إلى الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

واعتبر المالكي أن هذه الجرائم والاعتداءات تعكس تقاسماً فاضحاً وواضحاً في الأدوار بين قوات الاحتلال والمستوطنين المسلحين ومنظماتهم وجمعياتهم الإرهابية، إضافة إلى عمليات القمع والتنكيل ضد الفلسطينيين العزل واستمرار تصعيد الاحتلال لاقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك والبلدات والقرى والمدن الفلسطينية واعتقال العشرات منهم يومياً. وأوضح الأوضاع الصحية الصعبة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل معتقلات الاحتلال والإجراءات القمعية التي تمارس عليهم بشكل عام وعلى المرضى منهم بشكل خاص، مشيراً إلى التدهور الصحي الخطير للأسير أبو عطوان المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين.

وأكد المالكي ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني واتخاذ موقف دولي حازم يجبر الاحتلال على وقف استيطانه وجرائمه.