مواجهات في القدس.. ودعوات إلى النفير دفاعاً عن الأقصى
اقتحم عشرات المستوطنين منطقة باب العمود في القدس المحتلة، بحماية مكثّفة من قوات الاحتلال، والتي أخلت شوارع القدس المحتلة من الفلسطينيين بالقوة، قبل اقتحام المستوطنين.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على رئيسة شعبة الحارسات في المسجد الأقصى زينات أبو صبيح خلال إخراجها بالقوة من المسجد، فيما أطلقت شرطة الاحتلال قنابل الصوت والدخان والأعيرة المطاطية باتجاه الشبان والنسوة في الساحات، ثم تقدّمت باتجاه المسجد القبلي، وحاصرت الشبان داخله. وخلال ذلك الوقت تولّت فرق القوات الخاصة تفريغ ساحات الأقصى من المصلين بالضرب والدفع والقنابل.
وعند باب حطة اعتدت قوات الاحتلال على سيدة بالضرب المبرح وسحلتها أرضاً.
ونظم مستوطنون مسيرات في غرب المدينة المحتلة وصلت إلى شارع صلاح الدين ومنطقة باب العمود.
وتصدّى الفلسطينيون للمستوطنين قبل أن تعتدي قوات الاحتلال عليهم بالضرب وتعتقل عدداً منهم وعملت على إجبارهم على إخلاء ساحة باب العمود بالقوة.
ووضعت قوات الاحتلال سواتر حديدية عند مدخل البلدة القديمة.
وأظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء قوات الاحتلال على شاب بالضرب المبرح، حيث عملت على ضربه بالهراوات، وركله على نحو وحشي ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان، رأى أن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، “تستوجب موقفاً وفعلاً فلسطينياً منّا جميعاً يردع المحتل عن ذلك”. ودعا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 والضفة المحتلة للنفير للقدس والمسجد الأقصى.
من جهته، أشار الناطق باسم حركة الجهاد، طارق سلمي، إلى أنّ ما يجري في المسجد الأقصى، منذ صباح اليوم الأحد، يمثل إرهاباً وعدواناً يمس كل العرب والمسلمين. وقال إنه “في الوقت الذي يعلن العدو الصهيوني عن نواياه العدوانية بحق أحد أقدس مقدسات المسلمين، فإن بعض الدول والحكام يصرون على التطبيع والعلاقة مع هذا العدو”. ودعا الشعب في القدس وكافة مدن الداخل المحتل إلى النفير العام والتوجه للمسجد الأقصى والتصدي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإشعال المواجهات في كل المناطق.
وحذّرت الرئاسة الفلسطينية من التصعيد الإسرائيلي الخطير الجاري حالياً باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، تحت حماية قوات الاحتلال، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين. ودانت استمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين، معتبرة ذلك تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، محمّلة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد.
في سياق متصل، وجّه المجلس الوطني الفلسطيني نداءً عاجلاً للبرلمانات العربية والإسلامية لتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى من عدوان واستباحة المستوطنين بشراكة كاملة من قبل حكومة الاحتلال.
وأكد أن قيام قوات الاحتلال بتحويل قدسية المكان إلى ساحة حرب، والاعتداء الوحشي عليهم وإخراجهم بقوة السلاح من داخل الأقصى “جريمة مكتملة الأركان، وتحدٍ سافر لكل القيم والمواثيق الدولية، التي تمنع المساس بأماكن العبادة”.
حركة الأحرار قالت إنّ “اقتحام الاحتلال وقطعان مستوطنيه للمسجد الأقصى وساحاته عدوان همجي خطير تتحمّل تداعياته الحكومة الصهيونية”.
في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، شاباً من قرية زبوبا غربي جنين، عقب الاعتداء عليه. وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عماد حسن ذياب أبو زيتون، أثناء مروره على حاجز عسكري على مدخل القرية. وأضاف أن جنود الاحتلال اعتدوا على الشاب أبو زيتون بالضرب ورشّه بالفلفل الحار، قبل اعتقاله ونقله لمعسكر سالم.
ويستمر الشبان الفلسطينيون بالتصدّي لقوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوبي نابلس، وبيت دجن شرقاً ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.
وحاولت أعداد كبيرة من المستوطنين صباح اليوم السبت اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينيّ أن 282 إصابة سجّلت خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيليّ على جبل صبيح، مضيفةً أن من بين الإصابات 18 إصابة بالرصاص الحيّ وصفت إحداها بالخطرة.
و في السياق، تناولت الكاتبة الإسرائيلية هعستني كوهين، عمليات الإرباك الليلي التي ينظمها الفلسطينيون في قطاع غزة، وبعض مناطق الضفة الغربية، وقالت إن الفلسطينيين في الضفة الغربية تعلموا من قطاع غزة طريقة “تهجير المستوطنين”، وذلك بابتكار نوع جديد من الضغط عليهم من خلال “الإرباك الليلي”، الذي يحمل حالة من الاستنزاف للمستوطنات المحيطة بالمناطق الفلسطينية. وأكدت أن الإرباك الليلي الفلسطيني “جعل حياة الجنود والمستوطنين مريرة”، مشيرة إلى أن الإرباك في الضفة يتركز في قرية بيتا قرب بؤرة “افيتار” الاستيطانية الجديدة.