دبلوماسية اللقاحات
تقرير إخباري
دخلت الصين عالم دبلوماسية اللقاحات، فهي تقدّم منذ العام الماضي عشرات الملايين من جرعات اللقاح كهدايا للدول الصديقة، وتحقق أرباحاً من خلال بيع مئات الملايين من جرعات أخرى.
وقد نقل تقرير لشركة “بريدج” للاستشارات ومقرها بكين نتائج تؤكد بيع الصين حتى الآن ما يقارب من 853 مليون جرعة من اللقاح وتبرعها بـ25 مليوناً أخرى لدول في جميع أنحاء العالم.
ويقول تشيكون تشو رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة باكنل في بنسلفانيا، إنه وفقاً للإحصاءات الصينية تعدّ بكين إلى حدّ ما أكبر مانح للقاحات على مستوى العالم، حيث وصلت إمداداتها من اللقاح إلى أكثر من 80 دولة.
وأشار التقرير إلى أن الصين تكسب رسائل احترام وتحولات ملموسة في السياسة الخارجية لمصلحتها بسبب “دبلوماسية اللقاحات”، ومنها رابطة دول جنوب شرق آسيا التي قالت إنها تقدّر توفير الصين للقاحات والإمدادات الطبية والمساعدة الفنية للدول الأعضاء خلال الوباء.
مهما كانت الدوافع التي قد تكون لدى الصين فإن دبلوماسية اللقاح هذه جزء من جهود الصين لتعزيز صورتها العالمية كقوة مسؤولة ومهتمة، وما يعزز هذه الفرضية تحركات الصين لمساعدة البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض عندما كان الغرب بطيئاً للغاية أو غير راغب في المساعدة.
صحيح أن منافسي الصين لن يمنحوا بكين أبداً أي ائتمان بغض النظر عن مدى مساهمتها في الحرب العالمية ضد كوفيد، إلا أن أداءها كان أفضل من الولايات المتحدة أو أي قوة عظمى أخرى في السيطرة على الفيروس، لذلك يتمّ تركيز الدول الغربية على أصل الفيروس.
في الحقيقة، لا يزال أصل فيروس كورونا غير واضح وهناك حاجة لمزيد من التحقيقات، ولكن الحقيقة الواضحة هي أن الصين خرجت أقوى من الوباء وأن الناس في الصين يشعرون بمزيد من القناعة بأن نظامهم مجهز بشكل أفضل للتعامل مع مثل هذه الأزمات. فقد تصرفت بكين بسرعة بينما فشل الآخرون في الوفاء بالتزاماتهم، كما أقنعت الصين قسماً كبيراً من الجمهور الدولي بقدراتها وموثوقيتها، وأكدت الرواية القائلة بأن الولايات المتحدة كانت أنانية ومتمحورة حول نفسها بينما قامت الصين بتقديم ما يلزم وقت الحاجة.
هناء شروف