بعد نيلها جائزة مانديلا العالمية.. ميرفت علي: في رصيدي 17 جائزة
بعد نيلها مؤخراً جائزة “مانديلا” العالميةِ للآداب في دورتِها الأولى، بالمركز الأول عن مجموعتها “القمّة” تؤكد الكاتبة ميرفت علي أن هذه الجائزة ليست الأولى في مسيرتها الكتابية ففي رصيدها (17) جائزة عربية ودولية، موضحة في تصريحها لـ”البعث” أن “القمَّة” مؤلفة من ثلاثَ عشرةَ قصة تُعنى بقضايا إنسانية واجتماعية وفلسفية وجودية برؤيةٍ حداثية بعض الشيء، وبأسلوبٍ فيه القدر الكبير من التوءمة والقِران مابينَ الأصالة والمعاصرة، حيث تتنوع مناخات القصّ كما الموضوعات الشاغلة؛ لتُرضي ذائقة القارئ الشاب والمخضرم، ولتُترجم الهمّ العام والقلَق الفردي والجَمعي حيالَ تحديات الواقع الراهن.
وتتابع علي أنها اعتمدت على مخزونها المعرفي بأسسِ الأدب الساخر الذي قرأت عنهُ مراراً، فاتبَّعت السخرية لإضفاء هالةٍ من الإثارة وقوة الجذب الشائق والمتعب. فامتازت القصص بروح الطرافة حيناً، وباستخراج المرارة حيناً آخر، وفي التقاطِ ذبذباتِ النفس المتعبة من ضغوط الحياة، بجوانبها المادية والمعنوية على حد سواء، محاولة قدر المستطاع الغوص عميقاً في السرائر والدواخل لأبطال القصص الذين هم نماذج تحاكي البشر المحيطين بنا، وتترجمُ مشاعرهم وتقلُّبات أمزجتهم، وبظن علي أنَّ فوز المجموعة ناجم عن معلّلات أبرزُها: انتقاءُ أهمّ الموضوعات الشاغلة للناس، والتوفيق في بناءَ الحدثيْن الداخلي والخارجي في النصوص، والقيادة المزدوجة لهما في خطّين متوازيين ومتقاطعين وفي تقديمِ أو تأخير أحدِهما على الآخر لعلة فنّية خالصة هدفُها الحفاظ على التشويق، وإثارة الافتتان، وإقصاء أعراض الملل حرصاً على كسب القارئ، علاوةً على رشاقة اللغة، وترصيعها أحياناً ببعضِ الديباجةِ اللغوية، وبأنماطِ البلاغة والبيان الرفيع.
كما نجدُ في القصص -كما توضح علي- مكاشفاتٍ فلسفية، واتكاءً على علم النفس، والاستفادة من هذيْن المبحثين المهمّين في المشغولاتِ السردية، مؤكدة أن الجوائز بشقيّها العربي والدولي تشحذها بالعزيمة وبالمثابرة على المضيّ قدماً في درب التأليف الأدبي الذي هو تكثيفٌ للطاقة الذهنية والجسمية والوجدانية في آنٍ معاً، والذي يصل حدَّ إزهاق الفكر؛ لما يتطلبُ من صياغة فنية وأسلوبية أكثر ممّا يُعنى بالبحث عن أفكار غير مطروقة حيث المعاناة واحدة، لكنَّ آلية إخراجها تستدعي حيلاً إبداعية وصياغيّة للمادة اللغوية الخام، تستجدي مفردات اللغة وتراكيبها، والخيال والإلهام، مشيرة إلى أن الجوائز الأدبية تأتي كتعزيز لهذا الجانب الصعب في المعادلة الـتأليفية، فتحرِّضنا على التحايل الفني والأسلوبي أكثر من ذي قبل، لنحافظ على مواقعنا في الصدارة. أمَّا محلياً، فلم تغبْ علي عن المشاركة في الجوائز السورية، لكنها تعترف أنها مقلة في الاتجاه إليها، إذ تلعبُ العلاقات الشخصية (أحياناً) دورها في توزيع المكافآت والتكريمات تبعاً للأهواء الخاصة، منوهة بأنها سبقَ وأن فازتُ بجوائز سورية نزيهة ولأكثر من مرة، كما في جائزتيّ (البتّاني) و(المزرعة)، وجوائز وزارة الثقافة ووزارة التربية في فنون أدبية تنوّعت ما بين قصةٍ قصيرة، ورواية، ومسرح.
أمينة عباس