رغم صغر سنّها تتقن الإنكليزية والفرنسية وتدرّسهما
لم تكن كسائر أقرانها بل تفوّقت عليهم بهواجس وأحلام كثيرة تجلت بتحقيق ذاتها الصغيرة في سنّها الكبيرة في طموحها وتحدّي الواقع والظروف الاقتصادية الصعبة التي نمرّ بها، فكانت انطلاقتها نحو التدريس لفتيات جيلها أو الأصغر بقليل منها أولى خطواتها لتحمل بعض الأعباء المعيشية عن أسرتها، وهنا كانت البداية لطفلة تحمل داخلها قضيّة، إضافة إلى شغفها بتحقيق ذاتها وطموحاتها غير المتناهية أمام مجتمعها أولاً ونفسها المليئة بالشغف والتطور والانطلاق نحو المستقبل ثانياً.
شهد الخطيب واحدة من كثير من الفتيات اللاتي يرغبن في تحقيق أحلام وأمانٍ منذ الصغر، شأنها في ذلك شأن أصغر لاعبة كرة طاولة في سورية، لتكون ابنة الـ/١٦/عاماً- أصغر مدرّسة في سورية- للغتين (الإنكليزية والفرنسية) وذلك لإيصال فكرتها بأن الأطفال لديهم مواهب متعدّدة ومختلفة يسعون إلى تحقيقها ولو كانت الإمكانات المتاحة بسيطة أو معدومة، فمن يُرِد يفعل ومن يجتهد يصل، بالتزامن مع حسّها بالمسؤولية تجاه عائلتها ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فكان قرار التدريس هو الصائب والمناسب لتلك الفتاة التي لا تزال بعمر الزهور أو الأصح بعمر البراعم.
عند التوجّه إلى شهد بالأسئلة حول موهبتها وهي ما زالت صغيرة جداً على ذلك، بيّنت لـ”البعث” أن فكرتها بدأت بعد أن شاهدت عنواناً مكتوباً على التلفاز لإحدى الفتيات “أصغر مدرّسة في سورية”، وكانت الفتاة في ذلك الوقت في الصف الحادي عشر، ما جعل لديها الدافع الكبير والحافز بأنها تستطيع إثبات ذاتها أمام الجميع، حيث بدأت بإعطاء أقاربها دروس اللغتين الإنكليزية والفرنسية وبتأسيس الطلاب الأصغر منها سناً، وانتشرت ببلدتها بحي شعبي في صحنايا ولاقت القبول والتشجيع من الجميع بسبب اجتهادها ومثابرتها في التعليم، ولأن الحي كان يحتاج إلى مدرّسي لغة أجنبية أصبحت تدرّس طلاباً أكبر منها سناً ومنهم طلاب شهادة التعليم الثانوي. وأوضحت شهد أن شغفها بإثبات ذاتها والإيمان بقدراتها ولاسيما أمام طلابها الأكبر منها سناً أخذا منها جهداً كبيراً واضطرت إلى التعمّق في المنهاج للتمكن من إيصال الفكرة الصحيحة لهم، قائلة: على الرغم من التعب الذي أتحمّله في التدريس إلا أنني في غاية السعادة لتحقيق جزء من أحلامي أولاً، ولكوني أحب اللغات كثيراً وأتقنها بشكل ممتاز وذلك من خلال اعتمادي على ذاتي والبحث في المواقع الإلكترونية عن كل ما هو جديد في عالم اللغات ثانياً، ولم تتوقف هنا بل تابعت: إن تدريس اللغات هو جزء من حلمها الكبير الذي يتجسّد في أن تتمكّن من دراسة الإعلام وممارسته لتكون من الأسماء اللامعة في عالم الإعلام، كونها استطاعت أن تحصل على الترتيب الأول على مستوى محافظة القنيطرة في مجال الرواد “الإعلامي الصغير”.
وفاء سلمان