عماد مارديني: هجرة كوادر كرة الطاولة سبب رئيسي في تراجعها
“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش
تعتبر لعبة كرة الطاولة واحدة من الألعاب التي كانت تتميز بأبطالها وبطلاتها الذين مروا عليها وحفروا أسماءهم في تاريخها الناصع، لكن كرتنا الصغيرة، بعد ابتعاد أبطالها عن الساحة، خبا بريقها وأفل نجمها وباتت بعيدة كل البعد عن اللحاق بركب نظيراتها من دول الجوار، وأصبحت لقمة سائغة في أي مشاركة خارجية وهبطت عن منصات التتويج وأصبحت تلهث للهروب من المراكز الأخيرة في أي بطولة تشارك فيها.
اللعبة عرفت الكثير من اللاعبين والمدربين الذين تركوا بصمة بتاريخ اللعبة، وما زالوا محبين لها حتى الآن، لكن بسبب ظروف الحياة الصعبة تركوا مهنة التدريب وتوجهوا للعب مجدداً، وبات لهم وزنهم وقيمتهم مع أندية خارج حدود الوطن.
للحديث عن اللعبة وشجونها، “البعث الأسبوعية” كان لها لقاء مع أحد أهم أعمدة كرة الطاولة السورية، اللاعب والمدرب الوطني عماد مارديني، الذي لعب للمنتخب الوطني لأكثر من ثمانية عشر عاما.
سيرة حسنة
يقول مارديني: بدأت اللعب بسن مبكرة فلعبت لنادي الحرية عام 1984 وصعدنا وقتها للدرجة الأولى، بعدها انتقلت لنادي الشرطة لأداء الخدمة الإلزامية عام 1988 وشاركت معه بكافة البطولات المحلية والخارجية ومنها المشاركة بأول بطولة للأندية العربية حيث توجنا باللقب وبقيت بصفوفه حتى عام 1991، وأحرزت مع أندية الحرية والشرطة بطولة الدوري وكأس الجمهورية أكثر من مرة، كما لعبت لشرطة حلب ونلت معه بطولة الدوري والكأس عام 2000 ولعبت أيضا مع نادي الاتحاد أيضا وأحرزت الدوري والكأس، بعدها انتقلت لنادي السكك ولعبت ودربت فيه، وأحرزت معه وصيف بطل الدوري مرتين وشاركنا ببطولة الأندية العربية بلبنان 2010، وشاركت معه عام 2019 ببطولة غرب آسيا للأندية، وعلى الرغم من عدم وجود محترف بالفريق إلا أننا حققنا نتيجة جيدة وأحرز الفريق المركز الخامس من أصل 13 فريقا شارك بالبطولة، وحملت هذه المشاركة رقم 21 لي على صعيد الأندية السورية، وفي حال مشاركتي في البطولة المقبلة مع نادي السكك في بطولة الأندية العربية المقبلة فستكون هذا البطولة الـ 32 التي ألعب أو أشارك فيها، إضافة إلى أنني أحمل لقب أول بطولة للأندية العربية بين اللاعبين السوريين.
جيل ذهبي
وأضاف مارديني: أحمل لقب بطل سورية بالفردي والزوجي والزوجي المختلط عدة مرات، كما أنني بطل مطلق بالرياضات الخاصة وأكتر لاعب أحرز بطولة حلب بوجود نخبة من لاعبي المنتخب الوطني، إضافة إلى أنني عاصرت الكثير من الأجيال من عماد قباني وجمال ريشي وحمزة أمونة ومأمون كلاس ومخلص خريبان ووليد الأفندي وفادي بلدي، والجيل الذي لعبت معه والجيل الذي جاء بعدي، ولكن للأسف الشديد جاءت الأزمة فأثرت على اللاعبين واللعبة، كما عملت على تأسيس أول أكاديمية سورية متخصصة بلعبة كرة الطاولة وحققت نجاحا ملحوظا إلا أنه تمت محاربتي من قبل اللجنة الفنية في حلب ولجان اتحاد اللعبة فتوقف العمل فيها على أمل أن يتم إعادة فتحها من جديد.
رقم قياسي
بالنسبة للمنتخب الوطني، كشف مارديني أنه دعي لأول مرة لصفوف المنتخب عام 1987 وكان للأداء العالي الذي قدمه مع نادي الشرطة أثره، فتمت دعوته من قبل مدرب المنتخب حينها وكان صينيا، وبقي في صفوف المنتخب حتى عام 2007 وشارك معه بكافة البطولات العربية والدولية ومنها الدورة العربية عام 1992، والمشاركة ببطولة “اللايونز ملكارت” مرتين وفزت بلقبها مرة واحدة، كما شارك بدورة حسام الحريري بلبنان ونال اللقب على حساب زميله مروان البزرة، وشارك بدورة الفجر الإسلامية في إيران، وبطولة العرب عام 2000 وكان لاعبا ومدربا وكذلك الأمر بالنسبة لبطولة العرب في الأردن بعدها بعامين.
وأردف مارديني: إضافة لخوضي الكثير من المعسكرات في كل من بلغاريا وقبرص والبحرين ومصر والأردن ولبنان، شاركت بمنتخب سورية للرياضات الخاصة ونلت فضية البطولة العربية بالقاهرة عام 2005، بعدها استلمت تدريب المنتخبات الوطنية بكافة الفئات ونجحت في إحراز الميدالية البرونزية مع منتخب الناشئات في بطولة العرب بالأردن ومنتخب الناشئات بالميدالية الفضية وكان في صفوفه كل من ميس البشلاوي وسهى أنوس، وأحرز منتخبنا الميدالية البرونزية في كأس العرب باليمن ودربت منتخب السيدات بالدورة العربية بالجزائر 2004 ونلنا برونزيه الدورة، وفضية دورة تونس للسيدات وأخرى للشبلات بنفس العام ودربت منتخب الأشبال أيضا.
وبين مارديني أنه أيضا يحمل شهادة مدرب دولي وتضامن أولمبي ودبلوم بالتدريب، وسبق له وأن أشرف على إقامة دورة للمدربين العرب أقيمت بدمشق عام 2005 وشارك فيها 18 دارسا من الدول العربية و30 دارسا من سورية، ويحمل أيضا شهادة دولية بالتحكيم دولية، والطرفة في الأمر أن أحد الاتحادات السابقة – والكلام لمارديني – أنه ومن أجل المشاركة في اختبارات للحكام في هنغاريا طلب الاتحاد ترشيح أحد الحكام للمشاركة فيها ولديه قدم سنتين بالتحكيم وبدلا من ترشيح اسمي رشح الاتحاد بدلا منه حكم درجة ثالثة ولم يمارس اللعبة أبدا، مع العلم أنني كنت الأول بالدورة التي أقيمت في دمشق.
تعديل بالقوانين
وبالنسبة لوضع كرتنا الصغيرة حاليا، كشف مارديني أنها بحاجة تغيير في قوانينها وأنظمتها المحلية خاصة للقوانين والأنظمة ولا بد من العودة لنظام الدوري كي تعود اللعبة معافاة، فمنذ بداية الأزمة وحتى الآن لم يتم تصنيف الأندية ولم يقم أي دوري لها وكل ما يقام حاليا عبارة عن بطولات غير مفيدة ولا تخدم اللعبة ولا تطورها، فاللاعب يتدرب لمدة أسبوع من ثم يشارك بالبطولة لمدة عدة أيام ثم ينقطع نهائيا عن التدريب، أما بنظام الدوري فاللاعب يتدرب يوميا ومن ثم يلعب مباراة نهاية كل أسبوع وهذا يصب بمصلحة اللعبة واللاعبين، إضافة إلى وجود أشخاص باتحاد اللعبة لم يمارسوها على الإطلاق، وهذا أمر خطير جداً.. الأمر الآخر تمثل بالهجرة الجماعية لكوادر كرة الطاولة السورية، فقد سافر للتدريب في السعودية أفضل خمسة مدربين على الساحة الآن، ومنهم سهى أنوس وماهر برهم وأدهم الجمعان (مكتشف هند ظاظا) ومحمد دبساوي وفهد بغدادي وقريبا مجتبى حلاق، وبسبب الأوضاع المادية سافر عدد من اللاعبين ليستطيعوا تأمين مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.
الاهتمام باللعبة
وختم مارديني قائلاً: اللعبة حاليا بحاجة للكثير لتعود كما كانت في السابق، وعلى الرغم من عدم تحقيقها لنتائج لافتة على صعيد الرجال، إلا أن مستواها العام كان جيدا، وإذا ما أراد القائمون عليها تحسين مستواها يجب عليهم الاهتمام بالقواعد فهي الأساس لتطورها، والأمثلة كثيرة منها تأهل هند ظاظا لأولمبياد طوكيو وإحراز شقيقها لقب بطولة غرب آسيا، وتميز عدد من الوجوه الصغيرة في البطولات الأخيرة، وهذا دليل واضح على أننا يجب إيلاء هذه الفئات الوقت والجهد لتطورهم فهم الأساس بالرقي باللعبة خاصة خارجيا، وأتمنى أن يقدم اتحاد اللعبة الدعم المادي وغيره لهؤلاء الصغار، على أن يتم وضع مدربين على مستوى لتأهيل اللاعبين واللاعبات وفق خطط مدروسة وهذا من شأنه أن يحسن ويطور المستوى الفني للاعبين واللاعبات.