أردوغان يطلق حملة جديدة لمطاردة معارضيه حول العالم
بدأ النظام التركي تنفيذ خطة جديدة للالتفاف على قيود الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بما يسمح لها بمطاردة معارضيها حول العالم.
وذكر موقع “نورديك مونيتور” السويدي أن حكومة النظام التركي بدأت في اتباع مخطط جديد لتجاوز آليات الإنتربول بعد محاولتها إدراج أحد منتقدي الحكومة كمطلوب بتهم جنائية باطلة.
وتتضمن الخطة، التي تم الكشف عنها بالتفصيل في وثيقة أعدتها وزارة العدل، حشد موارد الحكومة التركية للضغط على الجمعية العامة للإنتربول وكذلك اللجنة التنفيذية للتغلب على رفض الأمانة العامة السماح باستخدام الهيئة الدولية في حملة مطاردة المعارضين التي تتبعها حكومة أردوغان.
ويتوقع أن تقدم الخطة خلال اجتماع الجمعية العامة للإنتربول التي ستعقد بتركيا في تشرين الثاني المقبل.
ونشر “نورديك مونيتور” في السابق وثائق تظهر كيف أرسل رئيس النظام التركي في 28 نيسان 2021 خطاباً إلى رئيس البرلمان يؤكد فيه استضافة اجتماع الإنتربول وكيف يمكن أن يساعد في حشد المنظمة الدولية لملاحقة حركة غولن في جميع أنحاء العالم.
ووفق الموقع السويدي، فإن تركيا التي تعتبر من أكثر الدول القمعية العابرة للحدود، لم تسئ حكومتها استغلال نظام الإشعارات الخاص بالإنتربول فحسب، لكن أيضاً نظام التراسل والنشر، لا سيما الخاص بجوازات السفر المفقودة والمسروقة، من أجل مواصلة الضغط على منتقدي الحكومة في الخارج، وتكميم أفواه الصحفيين المعارضين الذي يكتبون عن الشؤون التركية من المنفى.
وأشارت الوثيقة على وجه التحديد إلى حالة أحمد كرميج، الذي تحول إلى هدف لنظام أردوغان بعد توليه منصب الرئيس التنفيذي لشبكة مدارس إف إي إم ديرشانلري (المدارس الخاصة التي تقدم دورات تأهيلية للكليات والجامعات).
من جانبه، يرى ثيودور بروموند، الباحث البارز بمؤسسة “هيريتيج” الأمريكية، أن قرار السماح لتركيا باستضافة الجمعية العامة “خطأ جسيم”.
ولفت إلى أن تركيا “معروفة بكونها واحدة من الدول الأعضاء التي تنتهك الإنتربول بشكل منتظم وخطير”، وفق المصدر نفسه.
يأتي ذلك فيما سخر زعيم المعارضة التركية من إدلاء رئيس النظام رجب طيب أردوغان، ببيانين متعارضين بشأن الهجرة في غضون 5 أيام.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها، الإثنين، كمال قليتشدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، وقال مخاطباً أردوغان: “أنت تقر بفشلك في حماية الحدود، وأنك أوفيت بوعدك لـ(الرئيس الأمريكي، جون) بايدن. لا يمكن لهذه الأراضي أن تقبل هذا العدد الكبير من اللاجئين”. وأضاف قائلا: “أخبر الناس بالالتزامات التي قطعتها خلف الأبواب المغلقة، هل تم تهديدك بممتلكاتك مرة أخرى! أنت تتحدث بشكل مختلف في الصباح وفي المساء، يتغير رأيك وفقاً للتعليمات التي تتلقاها”.
وتابع قليتشدار: “قال أردوغان اليوم: نحن في تركيا نواجه موجة متزايدة من المهاجرين الأفغان القادمين من إيران”، مضيفًا “يا أردوغان ، أسألك: كيف يهددنا طالب اللجوء على بعد 2400 كم؟”. وزاد متسائلًا أيضا: “أين سيطرة حكومتك على حدودنا؟ ألا توجد تلك السيطرة؟ نحن نعلم أن ذلك لم يحدث ولم يكن مقصوداً. لأننا نواجه كل يوم طالبي لجوء غير نظاميين”.
كما انتقد قليتشدار أوغلو، صمت حليف أردوغان رئيس حزب الحركة القومية دولت باهشته لي، معتبراً ذلك اعترافاً بأنه يقبل اللاجئين، فهو حسب قوله “ينفذ كل ما يقوله أردوغان داخل التسلسل القيادي، ثم يواصل القول: أنا الأكثر قومية”.
واستطرد قائلا: “أخيراً، أود أن أخاطب شعبنا الوطني الذي أحب حزب الحركة القومية: ألن تتحدث بصراحة إلى إدارة حزب الحركة القومية، التي ترى هذه الأشياء تحدث لبلدنا؟”.
وأمس الأحد، ناقض رئيس النظام التركي، نفسه بتصريح مثير بشأن تدفق المهاجرين الأفغان إلى تركيا.
فقبل 3 أيام، وخلال لقاء تلفزيوني، نفى أردوغان وجود تدفق للهجرة غير النظامية إلى تركيا، مكذّباً كل الأخبار التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حول موجة الهجرة المتزايدة من الأفغان إلى تركيا.
ولكن أردوغان تراجع، الأحد، فجأة عن ادعائه وقال في بيان عقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، إن تركيا تواجه موجة متزايدة من المهاجرين الأفغان، مصدراً تعليماته بغلق الحدود التركية مع إيران.
وتكشف تصريحات أردوغان المتناقضة، التي يفصلها فقط بضع أيام، كذب رئيس النظام التركي بشأن المهاجرين.
واستقبلت تركيا خلال الأيام الماضية الآلاف من اللاجئين الأفغان الفارين من حركة طالبان.