تباين الأسعار بين المنشآت السياحية.. والرقابة غائبة في صافيتا!
مقومات سياحية عديدة تتمتع بها منطقة صافيتا جعلت منها منطقة جذب سياحي لأبناء المدينة وريفها وباقي المحافظات، وذلك هرباً من الطقس الجاف والحار، ومع ذلك لم تشفع لروادها بموسم سياحي “هني” هذا العام الذي شهد إقبالاً ضعيفاً على المطاعم والفنادق إثر ارتفاع أسعار مستلزمات العمل السياحي، وضعف القدرة الشرائية للمواطن نتيجة “جنون” الأسعار. وبالمقابل، سجلت المقاصف الشعبية ارتياداً جيداً بسبب أسعارها المقبولة “نوعاً ما” عن أسعار الفنادق والمطاعم، رغم تلوث بحيرة جسم سد الشهيد باسل الأسد، ونبع الغمقة، حيث تتمركز أغلب المقاصف على ضفافهما، وفي منطقة العوجان وعين مرعي، وعدم تعبيد الطرقات الواصلة إلى تلك المنشآت التي تتباين أسعارها بين المنشأة والأخرى في ظل رقابة معدومة.!
تفضيل الجلسات الشعبية
يجد المواطنون ارتفاعاً بأسعار الخدمات المقدمة في المنشآت السياحية التي تتفاوت بين مقصف وآخر، حيث يحتج أصحابها بالضريبة السياحية المفروضة عليهم، ولذلك يتم تفضيل المطاعم الشعبية، حيث يتم دفع أجور المكان والجلسة فقط، لافتين إلى انتشار تلك الجلسات مع وجود التنانير التي تقدم خبز التنور والفطائر بأنواعها، والتي شجعت السياح والمواطنين على ارتياد تلك الأماكن، لكنهم اقترحوا تنظيم تلك المطاعم، وتسيير دوريات تموينية إليها، كذلك معالجة التلوث الناجم عن الصرف الصحي المنتهي في أغلب أنهار صافيتا، وتعبيد وإنارة الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية.
جذب وضعف
تتنوع السياحة من جبال مكسوة بالغابات إلى المواقع والآثار التاريخية والبحيرات والأنهار، وقرب المواقع السياحية من منطقة صافيتا كالمشتى والدريكيش وقلعة الحصن، إضافة إلى الانفتاح الثقافي لسكان المنطقة، وارتفاع نسبة التعليم، واليد العاملة المؤهلة التي تشكّل حافزاً للاستثمار السياحي، ومحبة السائح للمنطقة، خصوصاً في فصل الصيف، وتوافر العديد من المنشآت الشعبية والسياحية التي تلبي حاجة السياح، كل ذلك جعل من صافيتا منطقة جذب، حسب ما أفاد المهندس علي علي مدير مدينة صافيتا لـ “البعث”، مضيفاً: وبالمقابل فإن ضعف الترويج السياحي، والنقص النوعي والكمي للمنشآت الفندقية مقارنة مع حجم العرض السياحي، وفقر بعض المناطق بالمنشآت الفندقية، إضافة إلى قلة الأنشطة السياحية في المنطقة وتلوث مياه الأنهار، جميعها شكّلت عوامل ضعف في السياحة.
وبيّن علي أن 95% من مصبات الصرف الصحي خارج الحد الإداري لمدينة صافيتا مثل نهر الغمقة، وبحيرة الشهيد باسل الأسد، في حين أن المصبات ضمن المدينة قليلة، وأن 30% من مياه الصرف الصحي بالمدينة تصب باتجاه محطة معالجة بيت الشيخ يونس.
بدوره لفت امطانيوس طنوس، رئيس مركز صافيتا السياحي، إلى تأثر الموسم السياحي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الراهنة والحرب الجائرة التي زادت من رواد المقاصف على حساب الفنادق والمطاعم، ويقوم المركز بالرقابة على عمل المنشآت كالتأكد من جودة الخدمة التي تقدم للزبون والأسعار والنظافة، كما تم إعداد دراسة عن المنطقة بيّنت نقاط الجذب السياحي والمقومات التي تتمتع بها المنطقة، والمواقع السياحية والأثرية والدينية، والربط الطرقي بينها.
تعثر مشاريع
وأوضح طنوس أنه تم تأهيل مطعم ومسبح آدم الذي يضم حوالي 800 كرسي وصالتين – صيفية وشتوية – ويوجد عدد من المنشآت قيد الإنجاز تبلغ حوالي عشرة مشاريع حاصلة على رخصة إشادة سياحية، ومن المتوقع دخول منشأتين حيز الاستثمار هما رخصة لمطعم ومسبح، لافتاً إلى تعثر ثمانية مشاريع نتيجة الأوضاع المادية والإدارية الخاصة بالشركاء.
وأوجز مدير المركز الصعوبات التي يعاني منها القطاع السياحي بصافيتا كصعوبة تأمين متطلبات العمل السياحي إثر ارتفاع أسعارها، وعدم توفر بعضها كالكهرباء والمازوت، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية للمواطنين.
لإعادة الألق للسياحة
ورأى مدير المدينة ضرورة عقد ملتقى للاستثمار السياحي في المنطقة، والإسراع بإنجاز محطات المعالجة لتخفيف التلوث عن الأنهار والبحيرة، كذلك تأهيل شبكة مواصلات تصل بين المواقع الأثرية والسياحية، وإقامة الحملات الإعلانية، إضافة إلى التشجيع على إقامة مهرجانات سياحية بالتنسيق مع مديرية السياحة، في حين اقترح طنوس تأمين متطلبات العمل السياحي بما ينعكس إيجاباً على القطاع والعاملين به والمواطنين على حد سواء.
دارين حسن