نتائج متواضعة للرياضات الخاصة في اولمبياد طوكيو!
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يحقق لاعبو ولاعبات منتخبنا الوطني للرياضات الخاصة نتائج متواضعة في دورة الألعاب البارالمبية، طوكيو (2020) التي اختتمت منافساتها أمس الأول، حيث كنا نمنّي النفس بأن يتوّج أبطالنا ولو بميدالية واحدة على الأقل، خاصة أن اللاعبين لم ينقطعوا عن التدريب أبداً رغم توقف النشاط الرياضي لفترة من الزمن بسبب فيروس كورونا، كما أنهم شاركوا بعدة دورات دولية وعالمية، آخرها (قبل الاولمبياد) في الإمارات، كما أنهم كرّموا من قبل الكثير من الفعاليات الخاصة والعامة طيلة العام الماضي والحالي، وعاشوا حالة مثالية، ورغم كل ذلك لم يستطع أي لاعب من لاعبي المنتخب اعتلاء منصات التتويج، تاركين أكثر من إشارة استفهام عن تراجع مستواهم.
وإذا ما نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى وجدنا أن كافة لاعبينا الذين شاركوا في البارالمبيك يمتلكون الخبرة الكافية للمشاركة في مثل هذا المحفل العالمي، وسبق لهم أن شاركوا في اولمبياد بارالمبيك في ريو دي جانيرو 2016، إضافة لمشاركاتهم (كما ذكرنا) في أكثر من بطولة، منها بطولات للعالم، إلا أن النتائج التي حققوها جاءت خجولة ولا تليق بسمعة أبطالنا، ويبدو أن الغرور، والمشاحنات المستمرة بين اللاعبين واتحاد اللعبة والمكتب التنفيذي لأسباب عدة، وإصابتهم بـ (التخمة) من كثرة الاهتمام بهم، كل ذلك أدى لتراجع مستواهم، والتراجع بأرقامهم ونتائجهم.
عضو اتحاد الرياضات الخاصة محمد سليم أوضح لـ “البعث” أن الاتحاد كان يعوّل كثيراً على هؤلاء اللاعبين لتحقيق ميداليات تزيد من رصيد رياضتنا أولمبياً، إلا أن ذلك لم يتحقق من قبل لاعبي المنتخب الذين لو حققوا أرقامهم الشخصية التي حققوها قبل انطلاق الاولمبياد لتوّجوا بالميداليات، مضيفاً: كنا نتوقع التتويج لبطلنا محمد خالد المحمد في مسابقتي دفع الكرة الحديدية، حيث سجل 13.59، وسجل 14.21، ولكن لم تحتسب لخطأ فني، مع العلم أن الرقم الأولمبي الجديد الذي سجل قدره 15.70سم، ولو وصل المحمد لرقمه الشخصي البالغ 14.25 لحقق ميدالية أولمبية، (علماً أنه حل خامساً)، وفي رمي الرمح جاء بالترتيب الخامس أيضاً، حيث سجل 44.60 متراً، مع العلم أنه سبق له أن حطم الرقم العالمي بـ 45.30، ولو حقق أيضاً الرقم الشخصي له لنال ميدالية، في حين كان الرقم الأولمبي الجديد 51.52 متراً.
وبيّن سليم أن لاعبتنا نورا بدّور احتلت المركز الثامن في منافسات القوة البدنية لوزن -41 كغ، وسجلت 82 كغ، بينما ذهبت الذهبية للصينية جو لينغ لينغ برقم عالمي وأولمبي جديد 108 كغ، وهي الأخرى لم تصل لرقمها البالغ 94 كغ، وكان يمكن لها أن تتوّج لو وصلت لرقمها، ولم يختلف الحال عند لاعبتنا فاطمة الحسن التي جاءت بالمركز السادس ضمن منافسات وزن 61 كغ للقوة البدنية أيضاً، والإصابة التي تعرّضت لها كانت السبب المباشر بعدم الوصول لرقمها الشخصي الذي حققته في الاختبارات، والذي بلغ 105 كغ، وحتى لو وصلت لرقمها فإن التتويج كان بعيداً عنها، حيث سجلت صاحبة الذهبية رقماً أولمبياً جديداً قدره 131 كغ.
الجدير بالذكر أن سورية حققت عبر تاريخها ميدالية وحيدة في الألعاب البارالمبية، وكانت الميدالية برونزية في دورة بكين عام 2008 عبر اللاعبة رشا الشيخ.
عماد درويش