رياضةصحيفة البعث

خسارة منتخبنا الكارثية أمام اليابان تحرّك المياه الراكدة في رياضتنا

حملت خسارة منتخبنا الوطني للسيدات بكرة اليد أمام نظيره الياباني ضمن منافسات كأس آسيا بفارق 36 هدفاً الكثير من ردود الفعل الغاضبة في الشارع الرياضي التي تراوحت بين المطالبة بإقالة اتحاد اللعبة، ومحاسبة من كان السبب في هذه النتيجة الكارثية.

بكل تأكيد، الخسارة كانت قاسية بكافة المقاييس، ولكن قبل توجيه النقد، وقبل أن نجلد المنتخب ولاعباته واتحاد اللعبة، لابد من الإجابة عن سؤال بسيط: ماذا قدم لهذا المنتخب أو لكرة اليد الأنثوية خلال عشرات السنين؟ الإجابة بكل بساطة لا شيء جدياً أو حقيقياً تم تقديمه، حيث بقيت كرة اليد وألعاب أخرى، خاصة الأنثوية، خارج تغطية الدعم أو التخطيط لمصلحة ألعاب أخرى أكلت “البيضة والتقشيرة”.

على سبيل المثال، تعد هذه المشاركة الأولى في تاريخ يدنا الأنثوية في بطولات آسيا، حيث كان أقصى ما شاركت به سابقاً بطولات متباعدة زمانياً إن كان على الصعيد العربي أو الغرب آسيوي، أي أن أفق اللعبة لم يتعد حدود دول الجوار، وبالتالي كان الهدف هو التفوق على دول ضعيفة، ما جعل الهوة تزداد مع بقية الدول المتقدمة، وبالتالي أصبح هامش المنافسة شبه معدوم.

ما جرى مع منتخب كرة اليد سنشاهده حتماً في أية مشاركة مقبلة، مثلاً، لكرة الطائرة أو الكاراتيه أو الجودو ذكوراً وإناثاً على الصعيد الآسيوي، فغياب الاحتكاك والمشاركات، والابتعاد عن الأضواء، جعلا هذه الألعاب وغيرها تبحث عن بطولة ودية هنا، أو مشاركة إقليمية هناك لتبرز فيها، بينما تفصلها مسافات شاسعة عن المنافسة القارية أو العالمية أو الأولمبية.

مشاركة اليد الأنثوية وحصيلتها التي تعد مقبولة جداً يمكن القول بأنها ألقت حجراً في المياه الراكدة فحركتها، فلم يعد من المقبول بعد الآن أن تغيب أو تُغيّب بعض الألعاب عن دائرة الاهتمام، والاكتفاء بكرتي القدم والسلة، وعوضاً عن توجيه النقد لاتحاد كرة اليد على مشاركته في أكبر حدث قاري، يجب توجيه الشكر له على خطوته الجريئة التي ربما تضع اللعبة على سكة التطور، وتعيدها لحسابات القائمين على رياضتنا، فالخسارة ليست معيبة، بل العيب الأكبر أن نبقى مكابرين على سوء واقعنا، وأن نظن أننا على الطريق الصحيح.

 

مؤيد البش