معرض رولا أبو صالح.. الرسم على جدار المدرسة
تُعرض حالياً في صالة جورج كامل للفنون الجميلة أعمال الفنانة الشابة رولا أبو صالح التي سبق وأن عرضت أعمالاً لها في الصالة نفسها منذ سنوات، تمحورت حول موضوع واحد هو رسم معالم من حياة الطفولة في مشهديات لا تخلو من الترميز وإثارة الأسئلة القلقة حول مصير هؤلاء في مستقبل غامض يجعل من هؤلاء الصغار كباراً دون أن يعلموا.
في معرضها الجديد يبقى السؤال مشروعاً وقائماً ناضجاً عبر 16 لوحة كبيرة موزعة على جدران المعرض بأناقة عالية تميّز عروض هذه الصالة العريقة بتقديم مستوى من الفن التشكيلي السوري اللائق، هذا المعرض الذي يعدّ فاتحة الموسم التشكيلي الذي يبدأ من أول الخريف وينتهي منتصف فصل الربيع، حيث تنشط باقي الصالات في تقديم معارضها الأكثر منافسة وحصاداً. ربما يقع معرض رولا أبو صالح في خانة المعارض التي تراهن على القيمة والجديد والمبتكر، فالفنانة المجتهدة دون ضجيج استطاعت خلال سنوات قليلة تأكيد حضورها كشخصية فنية لها ما يميّزها، وخاصة في جانب الموضوع المطروح وأسلوب المعالجة البسيط القائم على الرسم بعيداً عن تلك التغريبات الجديدة التي نلحظها عند عدد من التشكيليين الجدد الذين وجدوا في التجريب والبحث عن إمكانيات جديدة للخامة الحاملة للون والتأثير، فلوحة رولا بسيطة المعالجة والتقنية إلا أنها مربكة ومحرجة لرائيها عن تلك القصدية التي تتملك هذه الفنانة ذات الملامح الطفلية، ربما تكون أحد تلك الوجوه المرسومة في اللوحة حيث تتلاصق حيناً وتزدحم في لوحة لا عناصر أخرى تشوّش على هؤلاء الصبية المكتظين بروح المهرج الذي فقد الفرح ولا يجد ملاذاً إلا هذه الحشود الصغيرة من الأطفال، تتوزع بينها بقع ثيابه المبرقعة بمربعاتها وأحمرها الطافح بالحرارة والشغف، هذه الألوان جاءت بحدود وظيفية لا أكثر ومنها ما حضر بقصدية دعم التكوين وبناء اللوحة، ومنها ما حضر خفيفاً ضمن مساحات مفتوحة للتدرجات الرمادية وما يقع بين الأبيض والأسود بغية تحقيق معادل بصري تصويري على سطح غرافيكي تضيق فيه مساحة اللوحة الكبيرة والمفتوحة بلا حدود أمام الرسم، ولا شيء غير الرسم حتى ولو كان على جدار المدرسة.
رولا أبو صالح ترسم مربعات من باحة مدرسة ابتدائية غصّت بالحركة والصوت، بالطبع لن يكون في ذروته إلا حين الخروج من الدرس بعد سماع الجرس لتبدأ الفرصة التي لا تتسع كل باحات المدارس لحيوية صبيتها!.
يستمر المعرض لغاية نهاية هذا الشهر.
أكسم طلاع