طوني الأمير: الباصون آلة صولو وليست ضمن الأوركسترا فقط
تشارك عازف الباصون طوني الأمير بمرافقة الأوركسترا بالعزف الثنائي مع عازف البيانو فادي جبيلي في أمسية خاصة لأعمال كُتبت لآلة النفخ الخشبية الباصون بصوتها الرخيم بمرافقة البيانو، على مسرح الدراما –الأوبرا- وقد اتخذ الباصون الدور الأول في المقطوعات التي تمّ اختيارها من مؤلفين عدة من عصور متلاحقة، ابتداءً من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين، إضافة إلى العزف المنفرد على البيانو، فحفلت الأمسية بأنماط موسيقية متعددة بين السوناتا والكونشيرتو والفالس والمرثاة.
وقد وظّف طوني الأمير تقنيات وخصائص الباصون، فأنصت الجمهور بشغف منذ اللحظات الأولى لسوناتا باصون مع بيانو- parisno.1.rv 47 للمؤلف أنطونيو فيفالدي 1741-1678 المؤلفة من أربع حركات، وقد اتسمت بالغنائية المتداخلة مع الرومانسية، فمن الحركة الأولى الطويلة- -largoإلى الحركة الحيوية المرحة-allegro- ومن ثم تعود الحركة الطويلة بالحركة الثالثة والحيوية بالرابعة، وتميزت بجمالية الانتقالات بين الحركات.
ثمة تقاطع ما بين السوناتا الأولى والسوناتا الثانية لباصون مع بيانو op.24.no.3 للمؤلف فرانسوا ديفيان 1803-1759 والتي امتدت على مدى ثلاث حركات بدأت بالحيوية ثم الطويلة، وبدا الاختلاف اللحني بالحركة الثالثة –rondo- الحركة الدائرية السريعة والمتكررة. وجاءت مقطوعة مرثاة elegy op.24 للمؤلف غابرييل فوريه1845-1924 بنمط لحني مختلف أظهر الصوت الرخيم الخافت للباصون الموحي بالحزن مع نغمات البيانو لتأتي القفلة مع الباصون.
واعتمدت مقطوعة فيكتور برونز1904-1996 كونشيرتو باصون مع بيانو no.2حركة أولى allegro non troppo التي تعدّ من الموسيقا المعاصرة على الجانب التقني أكثر باستخدام الأمير تقنيات الآلة لإظهار الأبعاد اللحنية بالعزف المنفرد للباصون في مواضع، وقدم العازف فادي جبيلي مقطوعة فالس للمؤلف فريدريك شوبان op.34.no. 1849-1810. وكان لعزف جبيلي تأثير على جمهور الأوبرا، ولاسيما أن ألحان الفالس رائعة، فيها أبعاد لحنية مختلفة تخللتها وقفات حادة وتميّزت بالقفلة الصادمة. بينما مقطوعة انعكاسات على الماء للمؤلف كلود ديبوسي 1862-1918 كانت أقرب إلى الموسيقا التصويرية والإيحاءات الدرامية التخيلية.
المعاصرة و”الريجستيرات”
على هامش الأمسية أعرب العازف طوني الأمير عن سعادته بتعريف الجمهور إلى آلة الباصون الأساسية بالأوركسترا والتي لا يعرفها كثير من الجمهور بأنها ليست آلة ضمن الأوركسترا فقط وإنما هي آلة صولو، ولها أعمال مختلفة من كل العصور كُتبت بصعوبات متدرجة، وقد عزفتُ بهذه الأمسية من كل العصور عصر الباروك والكلاسيك والرومانس والعصر الحديث.
وعن خصوصية مقطوعة المؤلف برونز المعاصر التي بدت مختلفة، استخدمتُ كل “ريجستيرات الآلة” وكل إمكاناتها أكثر من العصور القديمة كون الأعمال التي كُتبت فيها لا تتطلب ذلك، ففوجئ الجمهور بأصوات مختلفة غير مألوفة بالنسبة إليه، لأن المؤلف لا يعتمد على لحن واضح.
وفي منحى آخر شارك طوني الأمير بالموسيقا التصويرية لبعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية، مثل فيلم “الأب”، ومسلسلات: الندم وشارع شيكاغو والعميد، فأشاد بتجربة دخول آلة الباصون الموسيقا التصويرية وإن كانت مشاركتها مازالت قليلة وحديثة العهد.
ملده شويكاني