إضراب شامل في بيت لحم رفضاً لجرائم الاحتلال بحق الأسرى
اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين اليوم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي قامت باعتقال فلسطينيين اثنين قرب باب السلسلة أحد أبواب الأقصى، بينما اقتحم مستوطنون آخرون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: لليوم الثاني اقتحم عشرات المستوطنين المنطقة الأثرية وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي منعت الفلسطينيين من دخولها وأرغمتهم على إغلاق محالهم التجارية فيها.
وتتعرّض بلدة سبسطية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال ومستوطنيه وخاصة المنطقة الأثرية في محاولة لتهجير الفلسطينيين وتهويدها.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم تسعة فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في مدينتي أريحا والقدس المحتلة وبلدتي يعبد في جنين وسيرا في رام الله واعتقلت تسعة فلسطينيين.
وفي الأثناء، عمّ إضراب شامل مدينة بيت لحم بالضفة الغربية رفضاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى.
وذكرت وكالة وفا أن الإضراب الذي دعت إليه حركة فتح والقوى الوطنية الفلسطينية يشمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية والتعليمية رفضاً لجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمّد الذي استشهد بسببه عشرات الأسرى وكان أحدثهم الأسير المحرر الشهيد حسين مسالمة المصاب بسرطان الدم الذي استشهد مساء أمس نتيجة تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت الأسير مسالمة عام 2002 وأمضى 19 عاماً في معتقلاتها وفي نهاية العام الماضي تدهور وضعه الصحي بسبب الإهمال الطبي في معتقل (النقب) ومنذ تحرّره من قيد الاحتلال في شهر شباط الماضي نقل إلى المستشفى ليستشهد هناك مساء أمس.
وفي النقب جنوب فلسطين المحتلة، اعتصم أكثر من 80 أسيراً فلسطينياً، من أسرى حركة الجهـ.اد الإسـ.لامي في ساحات سجن النقب.
وقالت مؤسسة مهجة القدس في بيانٍ لها: إنّ الأسرى “طالبوا بالخروج من الأقسام إلى الزنازين أو العودة إلى مجريات الأمور قبل 6-9-2021، أي إلى ما قبل مرحلة تحرر أسرى سجن جلبوع”.
وأضافت المؤسسة: إنّ “هذه المطالبات جاءت بعد خطوات التصعيد مع مصلحة السجون الصهيونية التي حشدت قواتها للتصدي للأسرى، بالتزامن مع حالة الغليان والاستنفار التي تسود السجن في هذه اللحظات”.
وكان نادي الأسير الفلسطيني، قد أكّد في وقت سابق، أنّ 100 أسير في سجن عوفر من كل الفصائل سيشرعون بإضراب تدريجي في ظل تراجع إدارة السجن عن الاتفاق المتمثل بوقف إجراءات التنكيل والتضييق بحقّ الأسرى، والتي فُرضت بعد عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، قبل أيام، بأنّ الأسرى في سجن “عوفر” قرّروا إرجاء إضرابهم التدريجي احتجاجاً على تراجع الاحتلال عن وقف إجراءات التضييق والتنكيل بهم، وقال النادي: إنّ هذا التأجيل جاء بعد طلب إدارة سجن “عوفر” مُهلةً من الأسرى لعدة أيام، للردِّ على مطالبهم بوقف هذه الإجراءات.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغلت قوات الاحتلال في أراضي الفلسطينيين شمال القطاع وجرّفت مساحات منها.
وذكرت وكالة وفا أن عدة آليات للاحتلال توغّلت في أراضي الفلسطينيين الزراعية شمال بيت لاهيا شمال القطاع وجرّفت مساحات منها.
سياسياً، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية التصعيد الممنهج في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مبيّنة أنها محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه تمهيداً للاستيلاء عليه وتهويده.
وحذّرت الخارجية في بيان لها اليوم من خطورة إغلاق قوات الاحتلال للمسجد الأقصى بوجه الفلسطينيين بينما توفر الحماية لمئات المستوطنين لاقتحامه، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي برمّته ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً لوقف مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى.