صحيفة البعثمحليات

د. طيفور: الاستيعاب هو المعيار الوحيد للقبول في كل اختصاص.. وتعثر اختبار اللغات رسالة لـ “التربية”!!

دمشق- لينا عدرة

نفى الدكتور رياض طيفور، معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب والمعاهد، وجود محددات تعتمدها الوزارة بالنسبة للحدود الدنيا لقبول الطلاب، مشيراً إلى أن الشائع بين الطلاب أن وزارة التعليم العالي هي من تضع علامات كل اختصاص، ولكن الواقع أن الوزارة لا تتدخل في العلامات، والمعيار الوحيد – أو لنقل “المحدد” الوحيد – الذي يلعب دوراً هنا هو الاستيعاب، حيث يتم تحديد عدد الطلاب في كل اختصاص من الاختصاصات لكل عام من خلال مجلس التعليم العالي، ولجنة الاستيعاب العليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وبالتالي هذا العدد هو الذي يحدد الحد الأدنى للقبول في كل اختصاص، وفق ما أضاف.

وبيّن طيفور في تصريحٍ لـ “البعث” أن المعيار الآخر الذي لا علاقة لوزارة التعليم العالي به هو علامات الطلاب في الثانوية، والتي كانت مرتفعة جداً هذا العام مقارنة مع العام الماضي، حيث وصلت في الشريحة الأولى لأكثر من ألف طالب بمجموع 2301 وما فوق لكل منهم.. وهذا فقط في الشريحة الأولى، أي بزيادة أكثر من ألف طالب عن العام الماضي، وهو مؤشر واضح سيؤدي لارتفاع علامات القبول لمعظم الاختصاصات “خاصة الطبية والهندسية”، ما يعني أن وزارة التعليم العالي لا تتدخل في هذا الموضوع، ليبقى المعيار الوحيد الذي يمكن أن تتحكم به الوزارة هو الاستيعاب، والذي يتعلق بدوره بمعايير عديدة، منها “عدد الأساتذة في كل اختصاص، والمخابر والأماكن  المتوفرة، والتغذية الطلابية لكل منطقة من المناطق، والتوزع الديمغرافي”، مبيّناً  أن آخر دراسة إحصائية أظهرت تواجد حوالي أربعين بالمئة من الطلاب في سورية في دمشق والمنطقة الجنوبية، ما يشكّل عبئاً كبيراً على جامعة دمشق.

ولفت إلى أن ما تم الإعلان عنه هو مفاضلة عامة، وللكليات الطبية، “فقط في السنة التحضيرية هناك العام والموازي”، ليقتصر التسجيل المباشر على الفرع الأدبي ضمن الحدود المعلنة، مضيفاً أننا مع انتهاء التقدم للمفاضلة اليوم سنحتاج إلى ما يقارب الأسبوع لمعالجة البيانات، وبمجرد صدور المفاضلة مباشرة خلال يوم أو يومين يتم الإعلان عن مفاضلة الموازي.

رفض كل الاعتراضات!!

وبما يخص الاعتراضات المتعلقة بالمسابقات، يؤكد د. طيفور أننا فتحنا باب الاعتراضات، واطلعت اللجان الخاصة بذلك على “الأوراق الامتحانية أو كرتون الرسم الخاص بالطلاب المعترضين”، ومع الأسف لم يحالف النجاح أي طالب منهم، لأن الآلية التي تم العمل وفقها في عملية تقييم هذه الأوراق كانت آلية علمية ومنهجية، حيث تم تقييم وتقسيم الأوراق الامتحانية إلى ثلاث مجموعات: “ناجح” و”وسط” وراسب”، وعند التدقيق بأوراق الناجحين لاحظنا عددهم القليل الذي لا يلبي الاستيعاب، فتم الطلب من اللجنة إعادة النظر بـ “الوسط”.. هذا فيما يخص “الهندسة المعمارية”، وتم الاتفاق مع اللجنة أن نأخذ جميع الطلاب الذين حصلوا على درجة وسط، وإضافتهم إلى الناجحين، وبالتالي بقي الطلاب الراسبون، ولم يُعد النظر بأوراقهم لأن هناك مسافة بين الطالب الناجح والطالب الراسب، فالآلية تفرض انتقال الطالب إلى الوسط ومن ثم إلى الناجح، وفي الحقيقة أخذنا عدداً كافياً زائداً عن الاستيعاب بحوالي 900 طالب، مضيفاً أنه تم اتباع الطريقة نفسها في مسابقة كلية الفنون الجميلة.

تعثر طلاب اللغات

ويشير د. طيفور إلى تعثر نسبة كبيرة من الطلاب في قسمي “اللغة الانكليزية” و”اللغة الفرنسية” من خلال تقييم لواقع الطلاب في الجامعات، ما دفع الوزارة لإجراء اختبار من أجل اختيار الأفضل ممن يمتلك المهارات اللغوية اللازمة، موضحاً أن الاختبار موجّه لمهارات الطلاب، سواء في القراءة أو الكتابة، إضافة إلى مهارات أخرى تتعلق باللغة، ما بيّن التعثر الواضح  لطلاب اللغة الفرنسية  في هذا الاختبار، مقارنة مع طلاب اللغة الانكليزية، واضطرار الوزارة لاختيار علامة نجاح أقل في اللغتين، وللغة الفرنسية بشكل أكبر، كل هذا لنتمكن من أخذ عدد مناسب لهذه الاختصاصات، علماً أن العلامة المعتمدة للنجاح في هذا الاختبار هي خمسون بالمئة، وهو ما يجب دراسته بشكل صريح  مع وزارة التربية لمعرفة طبيعة المناهج التي تدرّس، مؤكداً أن الاختبار الذي تجريه الوزارة ليس إلا صلة وصل بين ما حصل عليه الطالب في المدرسة وما سيحصل عليه في الجامعة، وهو اختبار مدروس ومهني وليس بالاختبار الصعب تقدمه لجان لها باع وخبرة ممتازة.

وختم د. طيفور بالحديث عن تعديل الرغبات موضحا أن الوزارة كانت خلال السنوات السابقة تسمح للطلاب أن يعدلوا رغباتهم لمرة واحدة، بينما في هذا العام والعام الماضي فتح المجال أمامهم لكي يعدلوا كما يرغبون في مراكز خاصة للتعديل، مبيّناً عدم توفر بيانات لأعداد الطلاب الذين قاموا بتعديل رغباتهم في هذا العام، موضحاً أن تعديل الرغبات عادة لا يكون بسبب خطأ، وإنما نتيجة لتغيير رغبة معينة أو معلومات إضافية يحصل عليها الطلاب من زملائهم، والفرصة متاحة للتعديل لليوم الأخير من التقدم للمفاضلة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعديل بعد انتهاء الوقت المحدد للمفاضلة.