رياضةصحيفة البعث

رحيل سرور.. يترك إشارات الاستفهام حول المنظومة الرياضية الصحية

حلب – محمود جنيد
أبى إلا أن يضع بصمته، ويحمل كأس البطولة بين جوانحه ويرتقي بها كملاك عانق السماء مرتحلاً إلى جوار ربه، متبوئاً مقعده من الجنة كطير بين طيورها.
نتحدث بقلب محزون عن لاعب منتخب أشبال حلب لكرة القدم، أحمد سرور، الذي قضى نحبه، بعد أن حقق مع منتخب حلب لقب بطولة القطر مؤخراً، ليولد خبر وفاته المفاجئة صدمة هزت الشارع الرياضي، إذ ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي ونعته مختلف الأوساط حتى غير الرياضية منها، بأحر عبارات العزاء و المواساة لذويه وأسرته الرياضية، وعدد الرياضيون مناقبه كموهبة استثنائية كانت تعد بالكثير.
الطير الراحل إلى عوالم الجنان أحمد عمار سرور من مواليد 2008، وهو أحد تلامذة المدرسة الكروية الاتحادية، استدعي لصفوف منتخب أشبال حلب، وساهم بفوزه بلقب بطولة القطر، إذ كان ورقة رابحة يعتمد عليها المدرب علي مشون كما ذكر لـ “البعث”، لافتاً إلى أن فقيد الرياضة الحلبية وقع على أهم أهداف منتخب حلب في مرمى منتخب الحسكة في الدور الأول، وكان هدف التعادل، الذي مهد لصعوده إلى الدور الثاني، وكان في كل مباراة يشارك فيها يظهر براعة وموهبة كبيرة مشرقة، حتى أنه ورغم مرضه أشرك لدقائق في الدوري النهائي.
وعن ظروف وفاته، أوضح مشون بأن الراحل سرور وصل به الإعياء لدرجة كبيرة على طريق العودة بعد التتويج في بطولة القطر، حيث وصلت البعثة إلى حلب بعد منتصف الليل، وتم نقله إلى أحد المشافي الذي شخص حالته بأنه مجرد “كريب حاد” دون طلب أي تحاليل أو ماشابه من فحوصات للتحقق والاطمئنان، ليتبين في اليوم التالي وبعد أن عرضه والده على أحد الأطباء أن لديه التهابا شديدا في الكبد أدى إلى إصابته بمرض السكر الشبابي والروماتيزم ليفارق الحياة بعدها.
وبعيداً عن العاطفة و الأثر الإنساني في الموضوع، فإن وفاة سرور، تفتح بالنسبة لنا ملفاً مهماً مهملاً، وهو موضوع التأمين و الرعاية الصحية، فمن المفروض بأن يكون لكل نادٍ أو منتخب منظومة أوفريق طبي متكامل رديف للفريق الرياضي ولمختلف الألعاب، يقوم بالفحص الطبي الدوري الدقيق و الشامل للاعبين، ويرفع فيه تقرير للكادر الفني و الإداري للفريق مع تصريح طبي بإمكانية ممارسته اللعب دون خطر أو مضاعفات، ولتكون هذه التقارير شرطاً أساسياً يرفق بقائمة وكشوف اللاعبين قبل أي بطولة، ولا يقبل اتحاد اللعبة مشاركة أي فريق أو لاعب دون وجوده، تحسباً لمثل هذه المآسي.