خطأ إداري يكلّف سلتنا ملايين الليرات.. وإحصائي أردني لمنتخب السيدات!
من الغريب جداً أن تغيب منتخباتنا عن المشاركة في أية بطولة دولية عالمية خارجية دون أن نعلم ما يترتب على ذلك من عقوبات مالية كبيرة وبالعملة الصعبة، هذا ما وقع فيه اتحاد كرة السلة عندما قرر الانسحاب من بطولة العالم للأشبال والشبلات للمهارات الفردية.. والقصة تتلخص في أن الاتحاد الدولي أصدر المجموعة التي سيلعب فيها منتخبنا لكلا الفئتين، وضمت حينها مجموعتنا الكيان الصهيوني، ولكن بتدخل أحد خبراء سلتنا، عمد الاتحاد الدولي لتغيير مجموعة منتخبنا فضمت مجموعة الشبلات مصر وبولندا وغواتيمالا، وضمت مجموعة الأشبال صربيا، ومصر، والسلفادور. وبسبب عدم وجود خبير باتحاد السلة يتقن العمل الإداري والترجمة الحرفية لمشاركتنا في هذا الدور وصلنا إلى نتائج ستكلّف عقوبة كبيرة.
كانت تعليمات الاتحاد الدولي تنص على أنه يجب على القائمين على سلتنا تسجيل سبع مباريات لمنتخبينا وإرسالها للاتحاد الدولي من أجل المشاركة ببطولة العالم: ثلاث مباريات هي لمجموعتنا، والأربع الأخرى من أجل الأدوار القادمة، لكن الفهم الخاطئ لتفسير القوانين الدولية السائد بأغلب اتحاداتنا الرياضية، ومنها اتحاد كرة السلة، هو الذي أوصل الحال بأن نقدم الاعتذار عن المشاركة ببطولة العالم.
السؤال يوجّه لاتحاد السلة: لماذا تم استدعاء لاعبي ولاعبات منتخبنا الوطني للفئتين المذكورتين مع الطواقم الفنية والإدارية، وتم صرف مبالغ كبيرة عليهم من استضافة وإقامة ومواصلات وطعام وغيرها؟.
هذا الانسحاب من شأنه أن يعرّض سلتنا لعقوبات مالية قد تصل لـ 10 آلاف دولار، ونحن هنا لسنا ضد المبدأ الذي عمل به الاتحاد من جهة الانسحاب تلافياً لاحتمال لقاء الكيان الصهيوني في الأدوار التالية، لكن الأجدى كان الانسحاب من الأساس منذ لحظة صدور القرعة الأولى تجنباً للعقوبة المالية الكبيرة، وحفظاً لمبادئنا.
المشكلة الأخرى التي وقع بها اتحاد السلة قيامه بتعيين أحد كوادر السلة الأردنية بمهمة التحليل الإحصائي والفني لمنتخبنا الوطني للسيدات الذي سيشارك في بطولة آسيا، المستوى الثاني، والمقررة في الأردن الشهر المقبل، وهذا أيضاً يجعلنا نتساءل: هل سلتنا لا تملك أشخاصاً مؤهلين إحصائيين يمكنهم استلام هذه المهمة؟ فلماذا إذاً يتم وضع لجنة إحصاء خلال مباريات الدوري، ويتم منحها مبالغ كبيرة من قبل الأندية؟ وأين هي الدورات التي كانت تقام للإحصائيين الذين بات عددهم كبيراً؟
ما نأمله أن يعطي القائمون على سلتنا كوادر اللعبة حقها بالعمل مع منتخباتنا الوطنية، إلا إذا كان الموضوع يتعلق بعدم توفر السيولة المالية للاتحاد وليس بمقدرته إرسال إحصائي والصرف عليه، فقام بتعيين أردني، وهل سيعمل الإحصائي الصديق دون مال؟.
عماد درويش