العودة للأحياء الشعبية مطلب محق لإعادة كرتنا لألقها
في خضم ما حصل ويحصل على الساحة الكروية بعد الانكسارات والهزائم لمنتخبنا الكروي، كثر المحللون، وازداد عدد الخبراء، وأصبح من يعرف أو لا يعرف يتحدث عن أسباب الخسارة والفشل، ومع التحليل والنقد والاستقالات والمعمعة الإدارية في أروقة اتحاد اللعبة، يأتي سؤال في غاية الأهمية: من يعيد البسمة على وجوه الجماهير السورية؟.. المشكلة ليست بالأسماء بل بالأفعال، فطالما سمعنا مطالبات كثيرة بتواجد لاعبي المنتخب القدامى والنجوم التي لمعت في سماء الكرة السورية ليتحقق هذا المطلب ويتفاءل الشارع الرياضي بتلك الأسماء، لكن التفاؤل خف بريقه بسرعة بعد ما حصل، فليس كل لاعب مشهور من الضروري أن ينجح بالإدارة والتدريب، والأمثلة العالمية كثيرة لسنا بوارد ذكرها.
وبالعودة إلى نوعية اللاعبين وطريقة الانتقاء، شاهدنا الكثير من الانتقادات التي طالت لاعبين هناك أفضل منهم بكثير لم يتم استدعاؤهم بسبب المحسوبيات والواسطة، ما يؤكد أن تصحيح الأخطاء يبدأ من هنا لا من تغيير أو تبديل او استقالة اتحاد، مع أننا متفقون على ما جرى لأسباب معروفة، وهنا المطلوب من اتحاد الكرة الجديد الانطلاق من الصفر، والبحث عن لاعبين بعيداً عن المصالح والمحسوبيات.
الموضوع بسيط جداً، فهذا مدرب المنتخب نزار محروس عندما كان مدرباً لنادي الوحدة كنا نشاهده يتواجد في ملاعب الأحياء الشعبية لينتقي لاعبين، وفعلاً استطاع هؤلاء اللاعبون إثبات أنفسهم في دوري الدرجة الممتازة الذي كان يسمى درجة أولى آنذاك، ومنهم من وصل إلى المنتخب، ولكن لم يستمر نتيجة ما ذكرناه عن المحسوبيات.
ومع متابعتنا لبعض دوريات الأحياء الشعبية، وبالتزامن مع تصفيات كأس العالم، للأمانة هناك لاعبون صغار ومواهب حقيقية بحاجة إلى صقل وتدريب، وسيكون لها شأن كبير على الساحة الكروية في حال وضعوا تحت مجهر اتحاد اللعبة، لذلك المطلوب أن نؤسس من هذه اللحظة، وننسى الماضي، ونوقف التغني بما مضى، وننظر إلى المستقبل، فربما يأتي جيل جديد من الشباب يحقق ما عجزت عنه الأجيال الحالية والماضية.
علي حسون