الصين: التقرير الأمريكي عن كوفيد-19 كاذب وغير علمي
جددت الصين دعوتها للولايات المتحدة لتغيير سياستها الخاطئة حيالها بعد ما عانت العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات القليلة الماضية من تداعيات هذه السياسات.
ونقلت وكالة شينخوا عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكى أنتوني بلينكن إن “الولايات المتحدة تدخلت بشكل تعسفي في الشؤون الداخلية للصين ” مشيرا إلى أن الكونغرس الأمريكي قدم أكثر من 300 مشروع قانون مناهض للصين كما أقدم الجانب الامريكي على إدراج أكثر من 900 كيان وشخصيات صينية في مختلف قوائم العقوبات الأحادية الامر الذي ساهم في تعطيل مسار التبادلات الثنائية الطبيعية.
وأضاف وانغ إن الولايات المتحدة تشكل أيضا دوائر صغيرة مختلفة لقمع الصين على نطاق عالمي وتمارس الضغط على العديد من الدول الصغيرة والمتوسطة لافتا إلى أن هذه الممارسات لا تتماشى مع مصالح شعبي البلدين وتطلعات المجتمع الدولي واتجاه التنمية في العصر الراهن وبالتالي فإن الصين تعرب عن معارضتها الواضحة لها.
وأوضح وانغ أن “الخبرة المهمة التي تراكمت طيلة العقود الأربعة الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تؤكد أن البلدين يستفيدان من التعاون ويخسران من المواجهة ما يتعين عليهما احترام بعضهما البعض ومعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة” مضيفا: إن التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الصين والولايات المتحدة خلال الاتصالين الهاتفيين هذا العام هو أنه يتعين على الجانبين استئناف الحوار وتجنب المواجهة.
وشدد وانغ على أن قضية تايوان هي القضية الأكثر حساسية بين الصين والولايات المتحدة محذرا من أن احتمال التعامل بهذه القضية بشكل خاطئ سيلحق ذلك أضرارا مدمرة وشاملة بالعلاقات الثنائية.
وأكد وانغ أن الوضع الحقيقي لقضية تايوان هو أن هناك صينا واحدة فقط وتايوان جزء من الصين والبر الرئيسي وتايوان ينتميان إلى الدولة نفسها.
وحث وانغ الولايات المتحدة على إدراك الضرر الجسيم لما يسمى “استقلال تايوان” كما أعرب وانغ عن قلق الصين الشديد إزاء مختلف القضايا التي أضرت فيها الولايات المتحدة بالحقوق والمصالح المشروعة للصين وطالب الجانب الأمريكي بتغيير مساره وإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار التنمية الصحية.
في سياق متصل، وصفت الصين تقرير المخابرات الأمريكية بشأن نشأة جائحة كوفيد19 بأنه غير علمي وليس له أي مصداقية.
وكان هذا التقرير الذي رفعت عنه السرية قد قال إن “نظرية أن كوفيد19 نشأ في مختبر منطقية”.
ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (وانغ ون بين) قوله اليوم تعليقاً على التقرير: “الكذبة التي تكررت آلاف المرات ستظل كذبة بغض النظر عن عدد مرات نشر التقرير أو عدد النسخ التي يصدر التقرير من خلالها وإن ذلك لن يغير حقيقة أن هذا التقرير في جوهره تقرير سياسي وكاذب لا يستند إلى أساس علمي ويفتقر للمصداقية وإن أجهزة المخابرات الأمريكية لديها سجل مؤسف بشأن التعقب مع تكتيكاتها للتزييف والخداع التي يعرفها العالم”.
وأضاف وانغ “إنه يجب على الولايات المتحدة التوقف عن مهاجمة الصين وتشويه صورتها والتجاوب على نحو إيجابي مع الشواغل المشروعة للمجتمع الدولي واستقبال زيارات خبراء منظمة الصحة العالمية وفتح مختبراتها البيولوجية في فورت ديتريك وقواعد التجارب البيولوجية”.
وأشار وانغ إلى أن الدراسة بشأن أصل فيروس كورونا موضوع علمي خطير ومعقد كما يجب ولا يمكن كذلك القيام به إلا من خلال تعاون علماء دوليين وإن اللجوء إلى أجهزة مخابرات لتعقب أصل الفيروس يعد في حد ذاته دليلاً دامغاً على التسييس.
وأوضح وانغ أنه في الوقت الراهن يتعين على الولايات المتحدة وقف كافة أعمال البحث عن كبش فداء وإلقاء اللوم على الآخرين والتركيز بدلاً من ذلك على الجهود المحلية والتعاون الدولي في مكافحة كوفيد19 كما ينبغي لها وقف التلاعب السياسي وخلق ظروف مواتية للعلماء في كافة أنحاء العالم لإقامة تعاون بشأن تعقب أصل الفيروس.
ولفت وانغ إلى أن الولايات المتحدة لا تزال مهووسة بالتلاعب السياسي وتعقب أصل الفيروس بقيادة المخابرات في تجاهل تام للعدالة الدولية موضحاً أن ذلك لن يسهم إلا في زيادة تقويض المناخ العام للتعاون الدولي القائم على العلم لتعقب أصل الفيروس وإعاقة التعاون الدولي في مكافحة كوفيد19 وفقد المزيد من الأرواح.
وأضاف وانغ إنه مؤخراً أعربت أكثر من 80 دولة عن موقفها الواضح لمعارضة تسييس تعقب أصل الفيروس وعن دعمها بمختلف السبل لتقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية بما في ذلك الكتابة إلى مدير عام منظمة الصحة العالمية وإصدار تصريحات وإرسال ملاحظات وأن أكثر من 300 من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والمؤسسات البحثية من أكثر من مئة دولة ومنطقة قدمت بياناً مشتركاً إلى أمانة منظمة الصحة العالمية تعارض فيه تسييس تعقب أصل الفيروس.
وكانت وزارة الخارجية الصينية جددت التأكيد في شهر آب الماضي على أن المزاعم الأمريكية لجهة تسرب فيروس كورونا من مختبرات صينية كاذبة وغير أخلاقية وغاياتها سياسية لافتاً إلى أن زيارة فريق الخبراء من منظمة الصحة العالمية إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات في شباط الماضي والذي توصل إلى نتيجة مفادها بأن الادعاء بحدوث تسرب في المختبر أمر مستبعد للغاية.