بوتين يناقش مع ميركل أزمة اللاجئين على حدود بيلاروسيا
اقترحت روسيا تنظيم مناقشات حول المشكلات الناشئة في ما يتعلق بالوضع على حدود بيلاروسيا وبولندا وليتوانيا في اتصالات مباشرة بين دول الاتحاد الأوروبي ومينسك، وفق تصريح الرئاسية الروسية.
وقال الكرملين إنّ الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث “تم النظر بالتفصيل في وضع اللاجئين على حدود بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، كما تمّ الإعراب عن القلق بشأن العواقب الإنسانية لأزمة الهجرة”.
ووصف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف الوضع على الحدود البولندية البيلاروسية بـ”الكارثة الإنسانية الوشيكة”، مؤكداً استعداد موسكو لتقديم “كل المساعدات اللازمة لمينسك في الأوقات الصعبة”.
وقال بيسكوف، اليوم الأربعاء، إنّ “هناك كارثة إنسانية وشيكة. نحن نتحدث عن حياة وصحّة عدة آلاف من اللاجئين الذين يعلنون صراحة أنّهم يريدون الانتقال إلى منطقة الاتحاد الأوروبي، ولا يريدون حتى البقاء في بولندا”.
وأضاف: “أما بالنسبة لعلاقات الحلفاء بين روسيا وبيلاروسيا، فهي معروفة جيداً. وفي الواقع، لم تخف روسيا أبداً أنّها مستعدة في أصعب اللحظات لتقديم كل المساعدة اللازمة لبيلاروسيا. بالدرجة الأولى، نحن نتحدث بالطبع عن المساعدة الاقتصادية، وأيضاً كل شيء اضطراري آخر”.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال إنّ أزمة الهجرة “يجب حلها من خلال الحوار”، مشدداً على أنّه “لا يوجد مخرج آخر سوى التحدث وتحديد ما حدث بالفعل على أساس الحقائق الواقعية”.
بدورها وزارة الخارجية البيلاروسية حذرت في بيان الجانب البولندي من اللجوء إلى أي استفزاز لتبرير أعمال حربية جديدة غير مشروعة ضد المهاجرين الذين وصفتهم بأنهم مدنيون مساكين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
في حين رفض وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين الاتهامات البولندية لبلاده بتدبير موجة الهجرة معتبراً أن لا أساس ولا مبرر لها متهما الجانب البولندي بنشر آلاف الجنود على الحدود المشتركة دون إخطار بيلاروس وبما يخالف الاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قاذفتين بعيدتي المدى من طراز “تو-22 إم” قامتا، اليوم الأربعاء، بتنفيذ دورية في المجال الجوي البيلاروسي، مضيفةً أنّ الطلعات الجوية المشتركة بين بيلاروسيا وروسيا على طول حدود “سيتم تنفيذها على أساس منتظم”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس البولندي، خلال مؤتمر صحافي، إنّ هناك هجوماً “هجيناً ضخماً وغير مسبوق” من بيلاروسيا على الحدود.
وتوجّه آلاف المهاجرين غير القانونيين نحو الحدود البولندية مع بيلاروسيا، يوم الاثنين الماضي، في محاولة لاجتياز الحدود، فيما قامت السلطات البولندية بنشر آلاف الجنود من قوات حرس الحدود لمنعهم من ذلك.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا طالبت أمس بولندا باستقبال المهاجرين وقالت “من الأجدى بالسياسيين البولنديين الذين يهاجمون الرئيس البيلاروسي ويتهمون مينسك بإحداث أزمة المهاجرين أن يتذكروا أن وارسو لعبت دورا بارزا في تدمير العراق”.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، أمس الثلاثاء، عن القلق إزاء أوضاع المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، كما نددتا بـ “استغلال المهاجرين واللاجئين لتحقيق غايات سياسية”.