لافروف: الهيكل الدولي لمراقبة التسلح يتآكل مع تواصل العوامل العسكرية المقوّضة للاستقرار
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم ظهور تهديدات جديدة في مجال المراقبة والحد من التسلح تقوّض الاستقرار الاستراتيجي.
ونقلت وكالة نوفوستي عن لافروف قوله قبيل جلسة هيئتي الرئاسة لوزارتي الخارجية الروسية والبيلاروسية: “يجب مناقشة الوضع في مجال عدم الانتشار ونزع السلاح ومراقبة التسلح، حيث يتسم الوضع في هذا المجال بالتوتر المتزايد وعدم القدرة على التنبّؤ وتفاقم التحديات القديمة وظهور تحدّيات جديدة”.
وأضاف: “يتواصل تآكل الهيكل الدولي القائم لمراقبة التسلح وتزايد العوامل العسكرية السياسية التي تقوّض الاستقرار الاستراتيجي العالمي”.
وتستضيف العاصمة الروسية موسكو غداً الاجتماع السنوي المشترك لهيئتي الرئاسة لوزارتي الخارجية الروسية والبيلاروسية، حيث سيترأسه وزيرا الخارجية سيرغي لافروف وفلاديمير ماكي.
في سياق متصل بالتهديدات المقوّضة للاستقرار الاستراتيجي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية رصد طائرة استطلاع من طراز إي 8 سي تابعة لسلاح الجوي الأمريكي اقتربت من حدود البلاد الجنوبية فوق البحر الأسود.
ونقلت سبوتنيك عن وزارة الدفاع قولها في بيان اليوم: “تم اكتشاف طائرة استطلاع ومراقبة أمريكية فوق البحر الأسود أمس”، موضحة أن الطائرة التي أقلعت من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا قامت بدوريات في الأجواء فوق البحر الأسود لمدة 5 ساعات و13 دقيقة وكان حدّ اقترابها الأدنى من الحدود الروسية 35 كيلومتراً.
وأعلنت روسيا مؤخراً عن أكثر من عملية لرصد واعتراض طائرات وسفن أمريكية وأجنبية في البحر الأسود وأجوائه، بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تدريبات حلف شمال الأطلسي “ناتو” في هذه المنطقة “مرتبطة بعزم الولايات المتحدة وحلفائها تصعيد سياسة احتواء روسيا”.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الولايات المتحدة تحاول زعزعة استقرار الوضع بالقرب من حدود روسيا.
وذكرت زاخاروفا، أن الولايات المتحدة و”ناتو” يقومان بتشكيل مجموعة قوات متعدّدة الجنسيات في البحر الأسود، وهذا يزعزع استقرار الوضع بالقرب من حدود روسيا في المنطقة.
وأضافت، خلال تعليقها في موجز صحفي على المعلومات المتعلقة بوجود المدمرة الأمريكية “بورتر” الحاملة للصواريخ الموجهة في البحر الأسود منذ 30 تشرين الأول، ووصول سفينة القيادة “ماونت ويتني” الأمريكية إلى هناك في 4 تشرين الثاني، وكذلك تحليقات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية في 6 تشرين الثاني على بعد 100 كيلومتر من الحدود الروسية: “تؤدّي هذه الخطوات من جانب الولايات المتحدة إلى تشكيل مجموعة قوات متعدّدة الجنسيات، وإلى زعزعة استقرار الوضع في منطقة البحر الأسود، وهي المنطقة المجاورة مباشرة للحدود الروسية”.
وليس بعيداً عن هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: إن وزراء الخارجية والدفاع في روسيا وفرنسا، سيناقشون الاستقرار الاستراتيجي والعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
وذكرت زاخاروفا، أنه سيتم كذلك خلال النقاش الذي سيتم يوم 12 تشرين الثاني في باريس في إطار الاجتماع الدوري لمجلس التعاون الأمني الروسي الفرنسي، بحث العلاقات بين روسيا و”ناتو”.
وأضافت زاخاروفا: “ومن الجانب الروسي سيشارك فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ومن الجانب الفرنسي سيشارك فيها وزير الخارجية جان إيف لودريان، ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي. وسيتم خلال اللقاء تركيز اهتمام خاص على قضايا الاستقرار الاستراتيجي والأمن الأوروبي. وسيتم كذلك بحث قضايا عدم الانتشار، والحدّ من التسلح، ومنع سباق التسلح في الفضاء، وكذلك العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وروسيا وحلف شمال الأطلسي”.
ووفقاً لها، يعتزم الوزراء الأربعة، تبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة الإقليمية: أوكرانيا، وأفغانستان، وإيران، وليبيا.
وقالت: “ومن بين القضايا الأخرى، سيتم بحث التسوية في الشرق الأوسط والوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والوضع في إفريقيا بما في ذلك ضمان الأمن في منطقة الصحراء والساحل”.
أمنياً، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية اليوم توقيف شخص من سكان مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم بتهمة التجسس لمصلحة أوكرانيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الهيئة قولها في بيان: إن “الموقوف عمل بين عامي 2017 و2018 على جمع بيانات حساسة ترقى إلى مستوى أسرار الدولة وتسليمها إلى جهاز الاستخبارات الأوكراني”، مشيرة إلى أن هذه البيانات تتعلق خاصة بموظفين في أجهزة الأمن الفيدرالية الروسية.
ورفعت دعوى بحق الموقوف بتهمة الخيانة العظمى وهو يواجه عقوبة سجن تصل إلى 20 عاماً.
يشار إلى أن الأمن الروسي أوقف في الـ23 من آب الماضي عميلاً للاستخبارات الأوكرانية في مدينة تولا خلال جمعه بيانات عن أسلحة روسية.