ريابكوف: لا مؤشرات على احتمال ذوبان الجليد بين موسكو وواشنطن
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم عدم وجود أي مؤشرات على احتمال ذوبان الجليد الذي يكتسي العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح ريابكوف في حديث لوكالة تاس أن الحوار الحالي بين موسكو وواشنطن لم يخدم في حل المشاكل الحقيقية وقال: “إن الاتصالات المتعددة الأخيرة بين الجانبين لا تعدو كونها مجرد محاكاة لانشطة محمومة من الجانب الأمريكي وهي تتناسب تماما مع الايديولوجية المعلنة للنهج الامريكي المزدوج تجاه روسيا والذي لم يساعد أبدا في إيجاد حلول للمشاكل الحقيقية”.
وأضاف “لهذا السبب لا أجد مؤشرات على ذوبان الجليد بين الجانبين على الإطلاق بل إننا في حالة توسع لهذه الحالة الجليدية في العلاقات وذلك بعكس الاعلانات التي تصدرها واشنطن من حين إلى آخر”.
وتعليقا على طلب الولايات المتحدة مغادرة 55 دبلوماسيا روسيا يعملون ضمن البعثات الروسية في الولايات المتحدة أعرب ريابكوف عن استياء موسكو بهذا الشأن مضيفا أنه في حال لم تتم تسوية هذه المسألة وفي حال أصر الأمريكيون على قرارهم سيكون اتخاذ اجراءات رد من قبل موسكو أمرا حتميا”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت في وقت سابق إن هناك 130 دبلوماسيا أمريكيا في روسيا فيما يوجد أقل من مئتي دبلوماسي وعنصر فني روسي يعملون في السفارة الروسية بواشنطن وقنصليتيها العامتين في نيويورك وهيوستن.
إلى ذلك أكد ريابكوف أن الوضع بشأن أوكرانيا ومنطقة البحر الأسود أصبح محفوفا بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى فيما تصر الولايات المتحدة على عدم الاستماع إلى موقف روسيا بشأن هاتين القضيتين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق في مقابلة مع قناة روسيا 1 أن الولايات المتحدة ودول حلف الناتو تجري مناورات عسكرية غير مجدولة في مياه البحر الاسود مستخدمة الطيران الاستراتيجي وذلك في تحد خطير لروسيا.
ولفت ريابكوف إلى أن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الغرب مسؤولة عن تصرفات سلطات كييف والتي تحولت بشكل متنام إلى أعمال استفزازية طائشة.
إلى ذلك، استقبل ألكسندر فينيديكتوف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، اليوم الاثنين، المبعوث الخاص الأمريكي للشأن الأفغاني، توماس ويست، وفق ما أفاد به المتحدث باسم المجلس، يفغيني أنوشين.
ومن المقرر أن يجري ويست في موسكو أيضا لقاء مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي حول أفغانستان، ضمير كابولوف، ليبحث الجانبان خلاله تطورات الوضع في أفغانستان.
وكان رئيس مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف قال خلال اجتماع لرؤساء الأجهزة الاستخباراتية لبلدان رابطة الدول المستقلة، إن ترك الولايات المتحدة كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة في أفغانستان أثناء مغادرتها لهذا البلد، كان بمثابة “زرع قنبلة موقوتة” هناك. وأشار بهذا الصدد إلى احتمال وقوع هذه الأسلحة الحديثة في أيدي عناصر “القاعدة” و”داعش”، أو تنظيمات إرهابية أخرى “تمثل تهديدا جسيما على أمن دولنا”.
كما ذكر باتروشيف أن تنامي تدفق اللاجئين من أفغانستان يمثل تهديدا إقليميا خطيرا يمكن أن تتجاوز تبعاته تبعات أزمات الهجرة السابقة الناجمة عن “تصرفات الغرب غير المسؤولة في ليبيا وسوريا والعراق”.
وفي 8 تشرين الثاني أكد ويست عزم الولايات المتحدة مواصلة تعاونها مع روسيا والصين وباكستان وإيران وسائر دول آسيا الوسطى لتحقيق “مصلحتنا المشتركة في أفغانستان مستقرة لا تهدد جيرانها وتعيش في سلام مع نفسها وتحترم حقوق الإنسان والنساء والأقليات”.