منتخبنا الكروي في تصفيات كأس العالم.. “شوف الجرح يعطيك النبأ”
مع جرح كرة القدم السورية النازف، والانتكاسات المتلاحقة على مستوى المنتخب، يأتي القول الشهير “شوف الجرح يعطيك النبأ” ليفسر ما يحدث في أجواء اللعبة الشعبية، فالجرح عميق في مفاصل اتحاد كرتنا العتيد والإداريين من ناحية سوء الاختيارات، والمصالح الشخصية، والمحسوبية، ليكون الجرح خير إجابة لهذه الهزائم، هزيمة تلو الأخرى، وليكون السؤال الذي يراود كل متابع وعاشق لمنتخب الوطن: هل يعقل تكرار اسم إداري في المنتخب استيقظنا عليه ونحن صغار وما زال يتصدر المشهد لغاية الآن، وكأن الرياضة السورية خلت من كوادرها ولم يبق سوى هذا الاسم الذي لم يسقط “سهواً” ولا مرة، فاتحاد كرتنا لا يسهو ولا ينسى هذا الشخص لاعتبارات يعرفها القاصي والداني!
فإذا كان الإداريون يوضعون بالواسطة، فماذا نقول عن الاختيارات الفنية من مدربين ولاعبين، ليأتي استغراب الجماهير العاشقة لكرة القدم ولمنتخب الوطن من هذا التصلب الكروي والجمود من قبل القائمين في طريقة علاج الجرح النازف منذ سنين، فدائماً وبعد كل انتكاسة يأتي التغيير، لكنه لا يتجاوز خطوط الدائرة المرسومة للمنتخب في انتقاء بدائل موجودة ومحضّرة وجاهزة للاستلام وتحمّل كل التبعات في سبيل تعيينها كمدربين أو إداريين، وكأنها تنتظر هذه الخسارات كي تتبوأ المناصب.
هذه الأيام السوداء التي يعيشها منتخبنا الكروي مسحت كل ألوان البياض وجرعات التفاؤل الكبيرة التي سبقت التصفيات، لاسيما في ظل وجود لاعبين محترفين لهم وزنهم على الساحة الكروية بين أنديتهم، وهنا لن ندخل في التحليل والأمور الفنية، لكن الموضوع أكبر من تصفيات وتأهل في ظل وجود “مرض خبيث” ينهش أحلام الجماهير، وربما ينهي حياة كرتنا في حال لم يتم بتر العضو المصاب من الجذور، والبدء بالعلاج خطوة خطوة.
وفي الحلول، هناك من يرى ضرورة التوقف عن المشاركات الرسمية، والبدء بالإعداد من نقطة الصفر، والانتقال من فئة إلى فئة تحت إشراف لجنة مدربين وإداريين من خارج الدائرة المجربة، مشيرين إلى تجارب دول شقيقة ومجاورة كالأردن الذي عندما شعر اتحاده بتراجع منتخبه لدرجة كبيرة قام باستقدام المدرب المصري محمود الجوهري ليستلم الفئات الصغيرة ويبدأ بالإعداد في صمت حتى وصل منتخب الأردن إلى فريق يحسب له حساب على المستوى العربي والآسيوي .
ومع بقاء أربع مباريات للمنتخب في التصفيات، والتعلّق ببصيص أمل، لابد أن ندرك أن الموضوع لا يحل بتغيير وحل جهاز فني فقط، بل يتوجب على الاتحاد الرياضي العام التدخل بالسرعة الكلية، والبناء من جديد، والاهتمام بالقواعد.
أخيراً، بقي أن نشير إلى أن “البعث” تواصلت مع المدرب الوطني فجر إبراهيم الذي نفى ما يشاع عن تواصل اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة معه لاستلام دفة تدريب المنتخب مكان المقال نزار محروس.
علي حسون