من الأرشيف الحزبي .. نضال الطليعة بين أحداث الستينات وما يحدث اليوم
نايف القانص
النشرة الداخلية لمنظمة حزب البعث العربي الاشتراكي- شمال اليمن
العدد الأول الصادر في 1/ 6/ 1969 م
هذه النشرة تناولت العديد من الموضوعات الثقافية والمواقف السياسية في كلمة الطليعة، إذ أكدت للرفاق بأن نضال الطليعة مرآة للمنظمة في القطر تعكس أفكارها ونشاطها وتبرز قدرات الرفاق وإمكانياتهم السياسية والعقائدية.
إذ كانت الفترة الماضية من كفاح الحزب في قطر اليمن قد استغرقت جزءاً كبيراً من طاقاته في العمل السياسي اليومي بسبب التغيرات السريعة والحرب التي شنها القوى الإستعمارية والرجعية العربية على الثورة، فلا بد لنا اليوم من التركيز أكثر من أي وقت على الجوانب الفكرية والعقائدية باعتبارها المنطلقات الأساسية للممارسة العلمية وتفهم الواقع وتحليل العلاقات الإجتماعية القائمة تحليلاً موضوعياً.
ومن الأخبار السياسية تناولت الموضوعات التالية:
– قامت السلطات الرجعية السعودية باعتقال ثمانية عشر من الرفاق المناضلين اليمنيين والسوريين وأبناء جيزان والزج بهم في سجون رهيبة.
– نشرت صحيفة الثورة اليمنية بتاريخ 9/ 5/ 1969 رسالة موجهة إلى قحطان الشعبي الرئيس الجنوبي في ذلك الوقت استنكرت فيها تعذيب الرفيق أنيس حسن يحيى المعتقل من قبل السلطة هناك منذ عام.
– تعمل المنظمة الحزبية مع القوى الوطنية المؤمنة بوحدة اليمن على إفشال مخطط السعودية التي دفعت عناصر رابطة الجنوب العربي إلى الداخل لتمييع العمل الوطني في الجنوب والشمال بالتعاون مع العناصر المحافظة على السلطة بالشمال.
– يساهم الرفاق من العمال والموظفين مع سائر القوى الوطنية الشريفة في تصحيح مسيرة الحركة العُمَّالية في الشمال.
لو ربطنا الأحداث في تلك الفترة، وعلى مر الزمن إلى اليوم، نجد أن المؤامرة ضد اليمن ووحدته وتقدمه واستغلال قراره السياسي تستمرُّ من قبل المملكة السعودية التي تقف منذ قيام الثورة اليمنية 1962، وتستهدفُ وتعرقلُ تقدمه وتطوره، ودائماً هي بصف القوى الرجعية النافذة والفاسدة التي تنفذ أجندتها وتقف ضد إرادة الشعب وتقدمه ووحدة الصف الوطني.
ومن خلال هذه النشرة التي اقتبسنا منها بعض ما نشرته نجد أن حزب البعث العربي الإشتراكي منذ نشأته يسجل مواقفه الوطنية والقومية الثابتة المبنية على دراسة فكرية استُلهمت من حاجة الجماهير العربية للتحرر والخلاص واستنهاض قدرات الأمة العربية في كل الأقطار العربية، كما يقف الحزب إلى جانب مطالبها وضد القوى التي تعمل على كبح طموحات الشعب ووحدة الأمة.
إن المواقف المبدئية والثابتة التي ينتهجها حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي في كل الأقطار العربية وانحيازه إلى مطالب الشعب العربي وقضاياه المحقة في الوحدة والحرية والاشتراكية والتحرر والديمقراطية الشعبية وموقفه الثابت من القضية الفلسطينية جعله يدفع الثمن من القوى المعادية في الداخل والاستعمارية في الخارج.
ورغم ما يتعرض له الحزب من حملات ومؤامرات داخلية وخارجية، إلا أنه بمواقفه ونهجه وأفكاره المتجددة يتجاوز العثرات والانشقاقات ومحاولة تقسيمه وتفتيته في كل الأقطار العربية، لأن وجود قيادة مرجعية عُليا تسهم في تقديم نماذج النضال والصمود والتصدي لكل المؤامرات وتواجهُ القوى الإرهابية العالمية ومن خلفها دولاً عظمى، ومع ذلك انتصرت للقضية وللمبادئ والإنسانية.
إن نموذج المؤتمر القطري اللبناني الذي عُقد في دمشق للفترة 13 الى 14/ 11/ 2021 برعاية الرفيق المناضل القومي الرئيس بشار الأسد رئيس المجلس القومي الأعلى، ذلك النموذج الذي خرج بقيادة موحدة التف حولها كلُّ الرفاق في القطر اللبناني مباركين الخطوة ومنفذين توجيهاته، وهو ما يثبت جلياً بأن البعثيين وإن اختلفوا في وجهات النظر، إلا أنهم لن يختلفوا في المبادئ والقيم ولن يخرجوا عن المرجعية وقيادة الحزب العليا التي يتميز بها الحزب عن كل الأحزاب العربية وهو ما حافظ على ديمومته وبقائه رغم كل العواصف التي مرت به.
نبارك لرفاقنا في القطر اللبناني نجاح المؤتمر ونبارك لكل بعثي وجود هذا القائد العروبي الكبير على رأس الحزب على نهج القائد المؤسس حافظ الأسد.