بوتين يطالب واشنطن وبروكسل بتقديم “ضمانات أمنية”
في سياق السجال الحاصل بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” حول ضرورة التزام الحلف بالاتفاقات الموقعة مع موسكو سابقاً التي تنصّ على عدم توسّع “ناتو” شرقاً ونشر بنيته العسكرية التحتية على حدود روسيا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم ضرورة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للتوصل إلى “ضمانات أمنية” لبلاده.
ونقلت وكالة نوفوستي عن الكرملين قوله في بيان: إن “الرئيس بوتين أجرى محادثة هاتفية مع رئيس فنلندا سولي نينيستو تم خلالها إيلاء اهتمام رئيسي للقضايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية”، مضيفاً: إن الرئيس الروسي “شدّد على ضرورة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لوضع ضمانات أمنية”.
وأشار البيان إلى أن بوتين “قدّم لنظيره الفنلندي تقييماً مبدئياً للوضع حول أوكرانيا مع تأكيد أهمية تنفيذ كييف الكامل وغير المشروط لحزمة إجراءات مينسك”. كذلك أبلغ الرئيس الروسي نظيره الفنلندي بنتائج المفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن التي جرت مؤخراً.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن الوضع الدولي المتوتر وخاصة في القارة الأوروبية، وكذلك الخطاب العدواني لـ”ناتو” والولايات المتحدة يتطلب مباحثات بين موسكو وبكين.
وأوضح بيسكوف في تصريح صحفي اليوم أنه من المقرر أن يبحث الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ عبر “الفيديو كونفرانس” غداً، القضايا الدولية وكذلك مسألة الطاقة وتقييم نتائج العمل المشترك وسبل تطوير العلاقات الاستراتيجية الروسية الصينية.
وأضاف المتحدث: إن الرئيسين سيتبادلان خلال المحادثات وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية وعدد من القضايا أهمها حوار الطاقة الذي سيكون بالتأكيد على جدول الأعمال.
إلى ذلك اعتبر بيسكوف أن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن المناخ الذي عارضه الجانب الروسي وعدد من الدول “غير مقبول” على الإطلاق. وشدّد بيسكوف على أن أجندة المناخ مهمة للغاية بالنسبة لروسيا وهي إحدى أولويات سياستها الخارجية، مؤكداً أن مسألة مراعاة المناخ لا يمكن أن تكون عاملاً يعيق أو يحدّ من حق البلدان في التنمية.
ورأى بيسكوف أنه من المستغرب أن تأتي مثل هذه القيود بخصوص وضع المناخ من “تلك البلدان التي ألحقت أضراراً بالغة به في وقت من الأوقات وضمنت لنفسها رغم هذه الأضرار معدلات تنمية عالية وبالتالي حصلت على اقتصاد صناعي متقدم بدرجة كبيرة”.
وفي إطار الاستفزازات المستمرة من أعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو” لموسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسطول الروسي يراقب تحركات سفينة الاستطلاع الفرنسية “أوفيرني” التي دخلت مياه البحر الأسود.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الوزارة قولها في بيان اليوم: “بدأت قوات ووسائل أسطول البحر الأسود تتبّع تحرّكات فرقاطة الصواريخ الموجهة أوفيرني التابعة للبحرية الفرنسية التي دخلت البحر الأسود”.
وحذرت روسيا دول حلف “ناتو” من الاستعراض المتهور للسلاح في البحر الأسود على خلفية تحركات سفنها الحربية هناك، متوعّدة باتخاذ إجراءات جوابية إذا واصل الحلف تعزيز بنيته التحتية العسكرية ونشر المزيد من القوات في المناطق المجاورة للحدود الروسية.
وفيما يخص العقوبات الأوروبية الأخيرة لكل من موسكو ومينسك، أكد وزير الدولة في دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس ديمتري ميزنتسيف، ضرورة تراجع الاتحاد الأوروبي عن أسلوب العقوبات خلال التعامل مع البلدين لأن هذا الأسلوب لن يعود بالنفع على دول الاتحاد.
وقال ميزنتسيف في تصريح لوكالة تاس: “إن العقوبات التي فرضت على روسيا وبيلاروس ترتكز على تقييم غير منصف للخطوات التي اتخذها البلدان لحماية سيادتهما وحقهما في تحديد مسار تنميتهما وفقاً لرأي شعبي البلدين وليس من أجل إرضاء من يُدعون شركاءنا الغربيين”.
وأضاف ميزنتسيف: “إن بيلاروس ستتخذ الرد المناسب على العقوبات وإن الحل الأمثل لشركائنا الأوروبيين أن يبدوا جاهزيتهم للحوار آخذين مصالح بيلاروس بعين الاعتبار وقبول وجهة نظرها.. فمن المعروف عالمياً أن العقوبات لا تعود بأي نفع على من يفرضها”.
وتابع ميزنتسيف: “إن الغرب يصعّد من عقوباته لأن موسكو ومينسك ترفضان التراجع عن سياستهما القائمة على حماية مصالحهما الوطنية”.
وكان الرئيس الروسي أكد في وقت سابق من الشهر الماضي عزم موسكو ومينسك على العمل معاً للتصدي لمحاولات التدخل في شؤونهما حيث أقرّ مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عقيدة عسكرية جديدة لدولة الاتحاد.
أمنياً، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا أن نحو 240 ورشة سرية لتصنيع الأسلحة تم تفكيكها من أجهزة الأمن في البلاد منذ بداية العام الجاري.
وجاء في بيان صحفي أصدرته اللجنة اليوم الثلاثاء، أن 211 عصابة إجرامية متخصصة في تصنيع أسلحة وتهريبها جرى تحييدها، بالإضافة إلى تفكيك 236 ورشة سرية لتصنيع الأسلحة وتكييفها.
وأضاف البيان: إن السلطات صادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات، إلى جانب تحييد 23 إجرامياً بينهم 4 زعماء عصابات، والقبض على 312 مسلحاً و821 من أعوانهم.