ما بين تفاؤل “الزراعة” وقلق “الفلاح”.. بدء مغامرة الموسم في حماة
حماة- ذكاء أسعد
بينما أبدت مديرية زراعة حماة تفاؤلاً واضحاً مع بدء موسم زراعة القمح والشعير، ظهر جلياً قلق الكثير من الفلاحين وتخوّفهم من الخسائر التي قد تطالهم بسبب ارتفاع التكاليف هذا الموسم، حيث تصل تكلفة الدونم الواحد من الشعير إلى أكثر من 50 ألف ليرة، تزامناً مع عدم دعم هذا المحصول لهذا العام بأي من مستلزماته ولاسيما مع تأخر هطول الأمطار.
واعتبر الكثير من الفلاحين أن زراعة محصولي القمح والشعير تكاد هذا العام تكون أشبه بالمغامرة في ظل ارتفاع أسعار البذار والمحروقات وارتفاع أجور الفلاحة والنقل.
ورغم أن زراعة محصول القمح مازالت في البدايات، وذلك بسبب انتظار الفلاحين الذين يزرعون أراضيهم بالمساحات البعلية هطول الأمطار، يؤكد مدير زراعة حماة تكليفاً الدكتور سامي أبو الدان تنفيذ 2279 هكتاراً من المساحة المخطّط لها والبالغة 20 ألف هكتار لهذا العام.
أما بالنسبة للمخطط له من القمح السقي فيبلغ 25174 هكتاراً تم تنفيذ 894 هكتاراً منها، مشيراً إلى منح المزارعين 3 ليترات من المحروقات للدونم الواحد من محصول القمح السقي وليتر ونصف للقمح البعل يتمّ توزيعها على الوحدات الإرشادية تباعاً.
وبالنسبة لمحصول الشعير فقد أكد أبو الدان أن زراعته تتركز في ريف حماة الشرقي بالسلمية والصبورة والحمراء بنسبة 85% حيث بلغت النسبة المخطّط لها لهذا الموسم 9168 سقياً و114000 بعلاً، نفذ منها حتى الآن 1190 سقياً و24858 بعلاً.
واعتبرت المهندسة مروة عكرة رئيسة دائرة المحاصيل في مديرية الزراعة أن انحباس الأمطار والتغيرات المناخية هي السبب الرئيسي لانخفاض إنتاج القمح العام الماضي، فعندما وصلت حبة القمح لمرحلة الامتلاء انحبست الأمطار، مشيرة إلى أن نسبة التنفيذ للقمح البعل بلغت 200% في حماة العام الماضي.
من جهته المهندس أسامة سويدان مدير إرشادية عقارب بيّن أن الشعير البعل هو المحصول الأساسي للريف الشرقي، حيث يشكّل نحو 85% من المساحات المزروعة في هذه المنطقة والتي تصنّف ضمن مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة وذلك لقلة الهطول المطري فيها، حيث تبلغ المساحات المخطّط لها هذا العام نحو 8000 هكتار، وبسبب عدم دعم هذا المحصول بالبذار والأسمدة والمحروقات وكافة مستلزماته هذا العام بخلاف العام الماضي، سيؤدي لغلاء هذه المستلزمات في السوق السوداء إلى حدّ يرهق المزارع لتصبح زراعة محصول الشعير حلماً لمزارعي هذه المنطقة وحكراً على ميسوري الحال، وفق تأكيدات سويدان.
وأكد زياد القصير مدير فرع المصرف الزراعي في السلمية أنه يتمّ تزويد الفلاحين بـ25 كيلو من بذار القمح للدونم السقي و15 كيلو للبعل بسعر 1585 ليرة للكيلو غرام الواحد، إضافة إلى الأسمدة ومنها السوبرفوسفات 14 كيلو للقمح السقي و7 كيلو للبعل، حيث يبلغ سعر الطن منه مليوناً و177 ألف ليرة، و5 كيلو ونصف يوريا للقمح السقي و2 كيلو للبعل بسعر الطن مليون و384 ألفاً، ونترات 26 فيقدم 10 كيلو للسقي و3 ونصف للبعل بسعر الطن 80 ألفاً و8000 “واليوريا والسوبر فوسفات” هي دفعة أولى سيقدم مثيلتها لاحقاً، مبيناً أنه يتمّ تسديدها، حسب القصير، إما نقداً أو عن طريق قروض من المصرف الزراعي.
ويرى الخبير التنموي أكرم عفيف، عدم وجود زراعة هذا العام بسبب عدم قدرة الفلاح على تمويل أرضه من جهة ارتفاع التكاليف وعدم الدعم، فقد يقع الفلاح بمخاطر الخوف والقلق من الخسائر الكبيرة التي ترهق كاهله بعد التباين الكبير في التكاليف بين اليوم وأمس، لأن تكلفة تجهيز الدونم سابقاً كانت لا تتجاوز 10 آلاف ليرة أما اليوم فتتجاوز 100 ألف ليرة، وهذه الأسباب كافية لتجعل الفلاح يفكر كثيراً قبل الزراعة.