خيبات الكيان مع نهاية عام 2021
محمد نادر العمري
طوى الكيان الصهيوني عام 2021 على خيبتي أمل لم يستطع إنكارهما، بل باتتا تشكلان محور وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الصهيونية التي تحدثت أن عام 2021 كان من أكثر السنوات التي كشفت عريّ الكيان وهشاشته وحقيقة قوته الوهمية.
الخيبة الأولى تمثلت في انتكاسة أهداف عملية “حارس الأسوار” التي سبق أن توقع صانعو القرار العسكري في تل أبيب حينها أن تحقيق أغراضها ونجاحها يتطلب أياماً فقط، في حين عبّر اللواء أهارون حليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، عن هذه الخيبة بقوله إن هذه العملية الفاشلة ستطول نتائجها لما يزيد عن خمسة أعوام على جيش الاحتلال والمستوطنين على المستويين اللوجستي والمعنوي على حدّ سواء.
وأضاف اللواء حليفا -يشغل الآن منصب رئيس “أمان” في الجيش الإسرائيلي- أن عملية “سيف القدس” كانت في الأساس لإركاع وإخضاع المقاومة في قطاع غزة، لكن كما قال: “إذا دفعتني إلى الزاوية وسألتني عما أعتقد أنه منطقي كما يطلب مني في تقدير الموقف السائد، فإنني سأقول للقيادات الأمنية والعسكرية والسياسية يجب أن نحافظ على صيغة الهدنة على الأقل لخمس سنوات إن لم يكن أكثر من ذلك”.
انطلاقاً مما سبق، يمكن القول إنه عندما تقدر “نخبة” القيادات في الكيان الصهيوني بأن الهدف الوحيد الذي تحقق من العدوان الأخير على قطاع غزة كان الحفاظ على الهدوء والهدنة، فهذا مدلول على ما وصلت إليه حال قواعد الاشتباك التي لم تعد وفق ضبط الصيغة الصهيونية، وليست وفق مصلحة هذا الكيان بالرغم من امتلاكه كل مقومات القوة الفائضة والمدمرة. وتأكيداً لذلك يمكن العودة لتحليل قناة “كان” حول مضمون تصريح حليفا، أن عملية “حارس الأسوار” لم تكن ناجحة، بل يمكن اعتبارها أنها لم تكن ضرورية وأظهرت ضعف القوة.
الخيبة الثانية تمثلت في عدم القدرة الصهيونية على كسر إرادة الشعب الفلسطيني عموماً، والمقاومين الأسرى في إخضاعهم للرغبة والتوجّه الصهيوني، حيث شغل هذا الملف في عام 2021، سواء من حيث تمكن ستة أسرى بإمكاناتهم البسيطة من الهروب من أعتى سجون العالم وأكثرها تحصيناً، أو من خلال انتصار إرادة الأسير كايد الفسفوس، أو عبر ما أظهره اليوم الأسير هشام أبو هواش.
لقد مثلت الحالات الثلاث صفعات مذلّة للكيان في العام 2021، ففي الحالة الأولى أظهرت عدم قدرة كل الإجراءات الأمنية الصارمة على ضبط وسرقة حرية المقاومين، بينما عبّرت الحالة الثانية والثالثة عن تمكن الأسرى المضربين من هزم العدو بإرادتهم وصبرهم وإظهار ضعفه أمام صبرهم وتعرية حقيقته العدوانية والعنصرية أمام الرأي العام العالمي، وهو ما قد يزيد الضغوط عليه. فقد أشارت وسائل الإعلام العبرية لذلك بقولها إن الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 139 يوماً، قد تحوّل إلى “رمز بينما لا يزال حياً” ورمزيته هذه هزت شعور الكثير من شعوب العالم المناهضة لإسرائيل وسياساتها.