عرض “وسام في غابة الأحلام” تسلية وفائدة
حلب – غالية خوجة
كيف يشعر الطفل بأهميته إن لم نوجّه طاقته وننظمها بشكل إيجابي وبأسلوب يدمج بين الوعي والفن والحلم؟.
يدرك المسرح الموجّه للطفل ذلك، ويحاول أن يقدم العديد من الأهداف الممكنة، وينجح أكثر عندما يصغي للآراء المختلفة للمسستهدفين والحضور.
وضمن هذه الدلالات يقدّم مسرح الطفل العديد من الفعاليات، وخاصة، في فترة العطلة الانتصافية، منها مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه وزارة الثقافة في كافة المحافظات السورية، ومنها ما تقدمه فعاليات مديرية الثقافة، ولاسيما لفريق مهارات الحياة.
كما شاركت نقابة الفنانين في توظيف هذه العطلة من خلال عرض “وسام في غابة الأحلام” الذي قدّمه الفنان غسان دهبي، وهو من تأليف محمد حجازي، إعداد وإخراج صالح السلتي، مساعد مخرج أنس كردي، مدير الإنتاج الفنان رائد عمار الذي أدى دور الذئب الشرير، وهو يسترجع لمحة من قصة “ليلى والذئب” نافياً أنه أكل الجدة، بل هو يحب أكل الطيور والعقول، ويقابله الرجل الحكيم الذي أدى دوره الفنان زاهر الشيخ، وأدى دور وسام الفنان إبراهيم غباش.
تتلخص حكاية العرض في تحويل شغب الطفل وسام إلى حالة مفيدة، واعية، ليكون له دور مهم في الحياة وبين الناس، وهذا ما طلبه الجد من وسام الذي يدخل في مونولوغ ذاتي من خلال الحلم وغابة الأحلام ليتخلى قليلاً عن الهاتف المتحرك وعالمه الافتراضي الكاذب الذي يرمي في النفس النزعة إلى الشر، بينما الحياة هي هناك بين الناس والمجتمع الحقيقي، وبإمكاننا التعلم من الإنسان الذي يحرك الحكم على لسان الحيوانات كما يقول الجد ويؤكد على ذلك الرجل الحكيم، ويظل صوت الجد الحكيم الظاهر كخلفية للأحداث التي يمرّ بها الطفل وسام، مركزاً على أهمية الإنسان من خلال قيمه، مترافقاً مع موسيقا الخلفية المناسبة وشاشة العرض التي ساهمت في مشاهد طبيعية مناسبة لكل حدث.
ويستمع وسام لنصيحة جده، فيبدأ بالتخلي عن سلبياته بالتدريج، ويذهب باتجاه الواقع ليشترك مع الآخرين في العمل من أجل إيجاد الحلول لكل مشكلة من خلال المغامرات التي يصادف خلالها العديد من الشخصيات والكائنات، منها الشجرة المتيبسة والسمكة والحصان والذئب المريض، فيقدم المساعدة لكل شخصية إلى أن يستيقظ ويشعر أنه شخص فاعل يحب الخير والعلم والتعلم والبيئة والنصيحة والحياة والناس.
اعتمد العرض على سينوغرافيا بسيطة مناسبة، وارتدى الممثلون لباساً مناسباً لكل شخصية، واختتم العرض بأغنية من كلمات الشاعر صالح هواري رافقتها رقصة جماعية، لكن، كيف تمّ العرض فنياً؟..
بين الدراما والكوميديا وارتدادات السلوك من المغامرة والحركات، استطاع العرض إيصال أفكاره بطريقة استعراضية، وأصبح وسام حفيداً صالحاً يفيد الناس من خلال الحلم الذي عاشه في الغابة ومساعدته للجميع حتى للذئب الشرير الذي أحضر له الدواء لعله بهذا المعروف يعيد النظر بأعماله ويصبح خيّراً، خصوصاً مع مصاحبة كلمات الحكيم التي كانت ترشده كيف يتصرف، لكن الشخوص تحركت بعفوية أكثر من الفنية، وبأصوات أقرب إلى الضجيج والصراخ والحركات البهلوانية الزائدة، ولولا استطالة بعض المشاهد، والصوت المسجل، وبعض المفردات السلبية مثل تصغير الكلمة “جحوش” والتي عادة ما يركز عليها الأطفال الحاضرون ويكررونها مازحين، وظهور بعض وسائل العنف مثل المطرقة، إضافة إلى التوجيه المباشر من الجد، لكان العرض أفضل، خاصة وأن تفاعل الأطفال وعائلاتهم كان إيجابياً.