انتقادات تطال “التربية” ومديروها يردون: المازوت متوافر والتقصير تتحمله المدرسة

 ما إن أعلنت وزارة التربية أول أمس عن البدء بالدوام للفصل الثاني وعدم تمديد العطلة حتى تهافتت التعليقات من كل حد وصوب في جميع المحافظات محتجين على قرار التربية، إذ اعتبروا أن المنخفض ما زال مستمراً والمدارس غير مؤمنة بوسائل التدفئة حسب وجهة نظرهم.

فجوة بين الإدارات

وطالب المتابعون بضرورة تأمين مادة المازوت في المدارس أولاً، ومن ثم تتخذ الوزارة قرار الدوام، مؤكدين وجود فجوة بين الإدارات المركزية وإدارات المدرسة لاسيما أن القرارات الصادرة تأتي من داخل مكاتب مغلقة، و”مُكيفة”، وفق زعمهم.

والمستغرب في الأمر أن الاعتراضات على بدء الدوام هذا الأسبوع لم تقتصر على أهال ومتابعين بل لم تسلم وزارة التربية من انتقادات كوادرها التدريسية في المدارس، إذ كشف عدد من المدرسين والمدرسات عن عدم توفر المازوت في المدارس، إضافة إلى أن هناك  صفوفاً غير مجهزة بالشكل المطلوب بالنوافذ أو غيرها من المستلزمات التي تحمي الطلاب  من البرد القارس.

منتقدون ليس إلا  

وفي المقابل، وصف تربويون ومدرسون هؤلاء المنتقدين بالكسولين، و”كلامهم ليس إلا عملية تشويش ليس إلا  على العملية التربوية”، وخاصة أنهم “يجدون في أيام العطل الراحة وغير مكترثين بالدروس والخطة الدرسية خلال العام وانهاء المقرر للطلاب”.

“البعث” تابعت الموضوع من خلال التواصل مع أغلب مديري التربية في المحافظات، إذ بين مدير تربية دمشق سليمان يونس أن كميات المازوت كافية وموزعة على جميع المدارس منذ الفصل الأول، ولا يوجد أي نقص بالمادة فالمدارس مؤمنة بالكامل.

مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج أوضح أن المديرية قامت بتوزيع 940 ألف ليتر مازوت على جميع المدارس في المحافظة وكانت الأولوية للمناطق الباردة، مشيراً إلى أن خلال الشهر القادم ستكون هناك خطة لتوزيع كمية من المحروقات بالتعاون مع المحافظة ولجنة المحروقات، علماً أن المدارس مؤمنة جميعها و”كل مدرسة لا يوجد فيها حالياً مازوت يتحمل المسؤولية مدير المدرسة”.

خطة اسعافية

وبما أن محافظة القنيطرة تشابه محافظة الريف بشدة البرودة بوجود مناطق فيها طقس بارد جداً مع تساقط ثلوج، بين مدير تربية القنيطرة عماد أسعد أن المديرية وزعت على مدارسها مازوت التدفئة منذ الفصل الأول بكامل الخطة، ولايوجد نقص، مشيراً إلى أرسال 6 آلاف ليتر إلى بلدة جباتا الخشب وحضر نتيجة الهطولات الثلجية فيهما وكونهما من أبرد مناطق المحافظة.

مدير تربية درعا منهل العمارين أكد جهوزية جميع مدارس المحافظة بعد تأمين المازوت للمدارس، ولاسيما أنه تم مؤخرا توزيع 169 ألف ليتر على المدارس وسيتم توزيع كميات آخرى بعد رصد الموازنة.

استثناء مجمعين

أما محافظة السويداء التي تعتبر من المحافظات الثلجية وخاصة بلدات ومناطق ظهر الجبل فقد بدأت مدارسها بالدوام اليوم، إلا أن هناك مجمعين (صلخد والمشنف والمنطقة الشرقية التابعة لشهبا) حددا الدوام في  الساعة التاسعة صباحاً نظراً لبقاء آثار للثلوج والجليد وحفاظاً على سلامة الطلاب. وأكد مدير التربية بسام أبو محمود أن الدوام في باقي مدارس المحافظة سيتابع كالمعتاد وبنفس المواعيد الرسمية، مبيناً أن المدارس مؤمنة بمادة المازوت في جميع المناطق وقد تم توزيع 400 ألف ليتر في الفصل الأول وهناك كمية أخرى بعد أن تم رصد المبلغ لها.

وفي حماة وإدلب، أوضح مديرا التربية يحيى المنجد وعبد الحميد المعمار أن جميع المدارس مؤمنة حيث تم توزيع 500 ألف ليتر على مدارس حماة في العطلة الانتصافية، وبين المعمار أنه تم في الأسبوع الفائت تعبئة مازوت التدفئة لـ 50% من المدارس، وسيتم اليوم الأحد  استكمال باقي مدارس الريف المحرر من محافظة إدلب.

الحصة الأكبر

وفي اللاذقية، لفت مدير التربية عمران أبو خليل إلى تأمين جميع مدارس ريف المحافظة بالكامل كونها توضع بخطة المديرية كأولوية لجوها البارد، موضحاً أن هناك 3 مدارس في المدينة لم تستلم مخصصات الفصل الثاني سيتم اليوم تأمينها.

واعتبر أبو خليل أن أي مدرسة تشكو غياب المادة تقع المسؤولية على مدير المدرسة لأن الخطة وزعت على الجميع وفق جداول وكميات على مدار الفصل الدراسي.

وتبقى محافظة طرطوس التي نالت الحصة الأكبر من مازوت المدارس، إذ وزعت المديرية 900 ألف ليتر في الفصل الأول على جميع المدارس. وبين مدير التربية علي شحود أن المازوت متوافر بكافة مدارس المحافظة من دون استثناء، مطالباً الأهالي مراجعة التربية في حال وجود مدرسة من دون مازوت وسيتم معالجة الأمر فوراً وخاصة أن الكميات كافية وأي تقصير أو خلل يتحمله مديرو المدارس .

حصر الموضوع

ومن كلام مديري التربية وتأكيدهم على توافر المازوت في جميع المدارس تصبح الكرة في ملعب مديري المدارس وعلى مسؤوليتهم لأن ما قيل وكتب من تعليقات عن خلو المدارس من المازوت تدحضه تصريحات مديري التربية الذين حصروا الموضوع في خانة المدارس .

علي حسون