لافروف: ردّ واشنطن على مقترحاتنا حول الضمانات الأمنية “سلبي”
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الردّ الأمريكي الذي بعثته واشنطن على مقترحاتنا حول الضمانات الأمنية، لم يتناول القضايا الأساسية، واصفاً إياه بـ”السلبي”.
وقال في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية: “روسيا ستصرّ على تفسير صادق لسبب عدم رغبة الغرب في الوفاء بالتزاماته الأمنية”.
وأضاف: “موسكو منزعجة من موقف عدد من دول ناتو حول موضوع عدم قابلية تحقيق الأمن”، مشيراً إلى أن نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن “وافق على أن هناك موضوعاً للتحدّث حول مسؤولية الأمن في أوروبا”.
وتابع: “الولايات المتحدة أبلغت عبر سوء تفاهم عن ورود ردّ من روسيا على مقترحاتهم فيما يتعلق بالضمانات الأمنية.. روسيا تواصل التنسيق بين الإدارات لدراسة المقترحات الأمنية الواردة من الولايات المتحدة”.
وشدّد الوزير الروسي، على أن “ما يقلق أن بعض دول ناتو مثل فرنسا تعلن ضرورة توفير الأمن على أساس وثائق تسبق وثيقة اسطنبول (1999)، و(إعلان أستانا 2010)”.
من جانبه، نفى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية من أن روسيا سلّمت الولايات المتحدة ردّاً خطياً على الجواب الخاص بالضمانات الأمنية الذي أرسلته واشنطن في وقت سابق.
وقال غروشكو في تصريح لوكالة سبوتنيك اليوم: “هذه التصريحات ليست صحيحة”.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أعلن في وقت سابق اليوم، أن الولايات المتحدة تلقت من روسيا رسالة خطية تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية واشتراطاته لحل الأزمة الأوكرانية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لنظيره الروسي في محادثة هاتفية، استعداد واشنطن لمناقشة القضايا الأمنية مع موسكو ومع الحلفاء في حلف “ناتو”.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن “بلينكن أكد مجدّداً التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، كما دعا روسيا إلى وقف التصعيد الفوري”.
وأضاف: “وزير الخارجية شدّد على استعداد الولايات المتحدة على أساس ثنائي، وإلى جانب الحلفاء والشركاء، لمواصلة تبادل جوهري لوجهات النظر مع روسيا حول قضايا الأمن المتبادل”.
وتلقت وزارة الخارجية الروسية ردّاً مكتوباً من الولايات المتحدة على مقترحات الضمانات الأمنية، كما أرسل ممثلو “ناتو” ردّاً إلى الجانب الروسي على مسودة مقترحات بعثتها موسكو إلى الجانبين بشأن الضمانات الأمنية في أوروبا.
وفي السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في اتصال هاتفي الوضع حول أوكرانيا والمطالب الروسية بشأن الضمانات الأمنية.
وقال المكتب الصحفي للحكومة الإيطالية اليوم الثلاثاء في بيان له: إن دراغي شدّد “على أهمية العمل على خفض حدة التوتر”، مضيفاً: إن الزعيمين أكدا خلال المحادثة “الالتزام بحل مستدام وطويل الأمد للوضع وضرورة استعادة مناخ الثقة”.
من جانبه، ذكر الكرملين في بيان أنه “في ضوء القلق الذي أعرب عنه ماريو دراغي بشأن تطوّرات الوضع حول أوكرانيا” لفت الرئيس الروسي إلى تهرّب كييف من تنفيذ التزاماتها، ولاسيما تلك المتعلقة بالجوانب السياسية لحل النزاع الأوكراني الداخلي، وشدّد على ضرورة قيام كييف بخطوات ملموسة لتنفيذ اتفاقيات مينسك.
وأضاف بيان الكرملين: إن بوتين ودراغي “بحثا بشكل مستفيض موضوع صياغة الضمانات الأمنية الطويلة الأمد والملزمة قانوناً” التي طالبت بها روسيا.
وحسب البيان، فقد أوضح بوتين لمحاوره العناصر الأساسية للموقف الروسي بشأن الضمانات الأمنية، مركزاً على أهمية مراعاة “مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة وهو مبدأ أساس منصوص عليه في وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموقعة على أعلى مستوى”.
وأكد بوتين خلال المحادثة مع دراغي، استعداد روسيا لمواصلة ضمان استقرار إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لإيطاليا، كما أعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه لنتائج اجتماعه مع روّاد الأعمال الإيطاليين، الذي عقد عبر الفيديو كونفرنس قبل أيام.
زاخاروفا: واشنطن تجلي صحفييها من كييف لتنفرد بنشر معلومات مضللة
فيما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى أن واشنطن تقوم بإخراج الصحفيين من كييف حتى لا يعيقوها في نشر المعلومات المزيفة والمضللة.
وكتبت على “تيليغرام”: “على ما يبدو، أن العملية بهدف أن لا يعيق المراسلون واشنطن في نشر المعلومات المزيفة والتضليل. إذا لم يكن هناك مراسلون من طاقم الأنغلو ساكسوني في أوكرانيا، فإن هذا سيفكّ قيود واشنطن ولندن تماماً في حرب المعلومات”.
وأضافت: “إنهم سيظهرون الدبابات الروسية وهي في شارع كريشاتيك بكييف، وموظفي مكتب رئيس أوكرانيا وهم يردّون النيران في سترات واقية من الرصاص”.
وذكرت بعض وسائل الإعلام في وقت سابق، أن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء صحفييها من أوكرانيا.
ونقلت زاخاروفا عن صحيفة “Postimees” الأستونية، العبارة التي بموجبها صدر أمر المغادرة مساء الأحد، “يُعرض عليك البقاء على مسؤوليتك الخاصة”.