آمال ضائعة في “المسابقة المركزية”.. حسرة وخيبة على وجوه المتقدمين بطرطوس
طرطوس – محمد محمود
بدت على وجوه المتقدمين إلى المسابقة المركزية في طرطوس حسرة وخيبة بعد أن قطعوا المسافات الطويلة من الجرد والأرياف إلى المدينة لتقديم أوراقهم، إلا أنهم عادوا بخفي حنين بعد أن أخبروهم بأن الاختصاصات التي يحملونها غير مطلوبة مثلما حصل مع المتقدم عادل الذي كان واقفاً بجانب الخيمة المخصصة للتقديم، وهو شاب ثلاثيني عمل منذ أكثر من شهر لتجهيز أوراقه المطلوبة للمسابقة: “غير محكوم- غير موظف- وثيقة مصدقة عن شهادة التخرج”، ثم قطع مسافة طويلة من جرد القدموس، لكنه علم أن اختصاصه “المكتبات” غير مطلوب في المسابقة، ليعود أدراجه جاراً أذيال الخيبة، وليكون أمام خيار وحيد هو التقدم بموجب فئة أدنى، وهو ما يرفضه الشاب تماماً متأسفاً على السنوات التي قضاها في الدراسة الجامعية.
على وقع هذه المسابقة يؤكد الجميع أن الفرص ضئيلة، والملفت أن النموذج السابق ما هو إلا مثال بسيط لعشرات الحالات التي تشترك في المعاناة نفسها في المحافظة، وتجد نفسها مضطرة لنسيان شهاداتها الجامعية، والنزول لفئات أدنى، أمام ضآلة الفرص وقلة الشواغر في المحافظة التي لا تتجاوز ثلاثة آلاف فرصة في عموم المحافظة، أو إلغاء التقديم بعد سنوات من الانتظار.
وكانت “البعث” تتابع تفاصيل التسجيل على المسابقة المركزية في طرطوس منذ اليوم الأول، حيث شهدت حالات تدافع أمام مبنى محافظة طرطوس لبدء التسجيل على طلبات المسابقة المركزية، إذ أكد الكثيرون قدومهم من أماكن بعيدة في الأرياف، ومشكلة الانتظار، وسوء التنظيم.
وتساءل بعض المتقدمين عن إمكانية إحداث مراكز استقبال طلبات في مراكز مدن طرطوس الرئيسية: (الدريكيش- بانياس- القدموس- صافيتا) لصعوبة المواصلات، وكثرة الأعداد.
في المقابل عبّر بعض المتقدمين عن خيبة أملهم من تلك المسابقة بعد انتظار لسنوات، وتساءلت غصون، القادمة من مدينة بانياس، عن فرص النجاح في ظل تقدم آلاف الأشخاص، والمطلوب شواغر محددة، وأضافت: كانوا يتحدثون عن ١٠٠ ألف فرصة، فهل يعقل أن تكون حصة طرطوس بألفي شاغر فقط ولكل الفئات، في حين عبّرت رؤى عن أسفها من طريقة الترويج للمسابقة، وكيفية دفع المتقدمين لتجهيز الأوراق، وهم يريدون أعداداً قليلة، فلماذا لا يكون إحضار الأوراق المطلوبة: “غير موظف، غير محكوم” لاحقاً لعملية التقديم، وخاصة بالناجحين فقط بدلاً من كل تلك الفوضى التي حدثت، والمتاجرة بآمال الناس وأحلامهم؟.
وتحدث البعض عن أن أوراق التقديم يتجاوز التحضير لها مبلغ عشرين ألف ليرة سورية بين “نوطة وأوراق وتصوير ومصنف”، ثم نكتشف أن بعض الاختصاصات غير مطلوبة، وأن الشواغر المتوفرة محدودة جداً!.
أمين عام مجلس محافظة طرطوس حيدر مرهج أوضح أن المحافظة تلافت الفوضى التي حدثت في الأيام الأولى، مؤكداً أن سببها تقدم معظم المتسابقين في وقت واحد، علماً أن هناك مدة زمنية كافية للتقدم، وأنه تم افتتاح ستة مراكز لكل الفئات، وجميعها في موقع المحافظة، مع إحداث مركز في الزاوية الشمالية الشرقية من مبنى المحافظة، وتجهيزه بكل الاحتياجات لاستقبال المتقدمين وتوجيههم نحو وجهتهم الصحيحة، وتسهيل حركتهم، وتقديم أوراقهم بسهولة ويسر.
وبيّن مرهج أن عدد الفرص لمحافظة طرطوس بلغ ٢٦٠٢ فرصة، وأن أعداد المتقدمين لغاية الأول من شباط تجاوزت الـ ٩٠٠ متقدم، وأن التسجيل لمدة شهر وثلاثة أيام، حيث يتقدم المتسابق ويأخذ دوراً، ثم يتوجه للمرشد الذي يشرح له الفرص المتاحة، ثم يأخذ رقماً ودوراً، وعن افتتاح مراكز إضافية في مدن المحافظة البعيدة، بيّن مرهج أن هذا الأمر غير وارد لوجود ربط شبكي مع دمشق، وموضوع الكهرباء والتيار الكهربائي.