نيويورك تايمز” تفضح رواية البنتاغون عن عملية إدلب
تقرير اخباري
فضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الرواية الرسمية الأمريكية عن العملية العسكرية التي نفذتها قبل أيام في في شمال غرب سورية. وقالت الصحيفة في مقال لها نشرته اليوم إن العملية التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة ضد ما وصفته بـ “شخصية كبيرة من تنظيم القاعدة” جاء وسط تقارير عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال. ونقلت الصحيفة عن محللين أمريكيين يراقبون التقارير إن مروحيات أمريكية نقلت عناصر الكوماندوس إلى مواقعهم بعد منتصف الليل بقليل، وحاصرت منزلاً في منطقة أطمة بمحافظة إدلب، القريبة من الحدود مع تركيا. وبحسب الشهود فإنه تبع ذلك مواجهة طويلة، حيث تم إطلاق قذائف صاروخية وتبادل لإطلاق النار من المنازل والمباني المحيطة نحو القوات الأمريكية. وكشفت “نيويورك تايمز” أنه خلال العملية عانت إحدى المروحيات الأمريكية من مشكلة ميكانيكية وأجبرت على الهبوط، فقامت القوات الأمريكية بتدميرها.
وبحسب الصحيفة، فقد تأكد مقتل 9 مدنيين على الأقل بينهم طفلان وامرأة خلال العملية “الأمنية”، بعد أن شهدت تعقيداً على قوات التحالف على عكس ما صرح به البنتاغون بأن العملية كانت ناجحة وتم تنفيذ المهمة دون خسائر.
وأوردت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان لها اليوم الخميس: “نفّذت القوات الأميركية الخاصة بإمرة القيادة المركزية الأميركية مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سورية”. وقالت إنّ “المهمة كانت ناجحة ولم تسجل خسائر” في صفوفها. ولم يفصح البنتاغون عن هوية الأشخاص المستهدفين من العملية، لافتاً الى أنه سينشر معلومات إضافية فور توفرها. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً، ولا المتحدث باسم قوات التحالف في شمال سورية على الأسئلة والطلبات بشأن هذه العملية. وقال تشارلز ليستر الزميل والمدير في “معهد الشرق الأوسط” : “من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً. تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي شمال غرب سورية في 2019”.
يذكر أنه في 13 تشرين الثاني الماضي، كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” أيضاً إخفاء الولايات المتحدة الأمريكية ضربة جوية في سورية عام 2019، أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين في بلدة الباغوز شرقي سورية. وقال التحقيق إن طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار حلقت في سماء المنطقة في حقل ترابي بجوار الباغوز بمدينة دير الزور، أسقطت قنبلة بوزن 227 كيلوغراماً على مجموعة كبيرة من النساء والأطفال المتجمعين عند ضفة نهر الفرات. ثم أسقطت طائرة قنبلة أخرى بوزن 910 كيلوغرامات على الناجين من الضربة الأولى، ما أسفر عن مقتل 70 شخصاً بحسب التقييم الأولي لأضرار الهجوم الذي جرى في 18 آذار 2019.
وفي 31 أيار 2019، أقر “التحالف الدولي” بمقتل أكثر من 1300 مدني – رقم غير دقيق – “دون قصد” منذ عام 2014. وقال “التحالف” في بيان، إنه شن 34502 غارة جوية منذ آب 2014 حتى نيسان 2019. وقد جاء إعلان “التحالف” هذا بعد نحو شهر من اتهام منظمة العفو الدولية قوات “التحالف” بقتل آلاف المدنيين في سورية.