كرتنا في عيون كوادرها.. البحث عن الإنقاذ في متاهة المصالح
حمص- نزار جمول
نزل خبر خروج منتخبنا رسمياً من حسابات التأهل لكأس العالم بعد تلقيه الخسارة أمام المنتخب الكوري الجنوبي بهدفين نظيفين كالصاعقة على جماهيرنا الكروية التي أصابها الحزن، حيث تركت هذه الخسارة التي أضاعت الحلم نهائياً أسئلة عند هذه الجماهير، وأهمها: لماذا لا تتم محاسبة الفاسدين في هذه اللعبة؟
بعض الكوادر الكروية بيّنت لـ “البعث” أن كرتنا تحتاج لعمل كبير لتجاوز الأخطاء التي ظهرت خلال السنوات الماضية وفق رؤية جديدة. الكابتن أحمد بيطار، المدرب في نادي هيوستن الأمريكي MLS، أكد أن كرتنا تحتاج إلى مدير تطوير أجنبي ذي خبرة كبيرة، ويمتلك صلاحيات كاملة من أجل العمل في اتحاد كرة القدم، وعدم التدخل في عمله للنهوض بواقع كرة القدم، وإصلاح ما يمكن إصلاحه على نهج التجربة الأردنية، لأن إعادة البناء تكون من القاعدة، وإصلاح الملاعب، وكل ذلك يحتاج إلى بنية تحتية غير متوفرة لدينا حالياً، وإمكانيات مادية ضخمة نعجز عنها أيضاً، لذلك أفضل الحلول وجود مدير تطوير يقوم بإعادة هيكلة كرة القدم، ووضع منهج وخطط واستراتيجيات بصلاحيات كاملة.
أما الكابتن شكري قومي عضو “لجنة اللاعبين المغتربين في السويد” فأشار إلى أن منتخبنا ليس مؤهلاً كي يصل لكأس العالم بهذا المستوى المتدني، متمنياً على المعنيين أن يعيدوا حساباتهم باعتمادهم على القواعد والشباب ليلعبوا كرة قدم حديثة تصل إلى أحلام الشارع الرياضي، لافتاً إلى أن كرتنا تحتاج للكثير من أجل تطويرها، وأولها وجود عقلية احترافية تستطيع قيادة المنتخبات إلى الطريق الصحيح، خاصة منتخب الرجال، مع استقطاب مدرب عالمي على مستوى فني عال.
وشدد الكابتن طلال شومان “مدير أكاديمية جدة يونايتد في السعودية” على أن كرتنا تحتاج لوضع النقاط على الحروف عبر ترتيب البيت الداخلي لاتحادها من خلال تكليف أشخاص مؤهلين لقيادة اللعبة ممن يملكون الخبرة والنزاهة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، مضيفاً: كرتنا تعيش حالة من الفوضى والتراكمات وعدم الاحترافية من الجهازين الإداري والفني، فالكرة أصبحت علماً بحد ذاته، وأصبحت حالة اقتصادية كبيرة من خلال منظومة رياضية متكاملة فنياً وإدارياً.
وكشف المدرب رافع خليل أن كرتنا تتراجع بشكل مخيف من سيىء لأسوأ، وفي المباراتين الأخيرتين وضح أن الكرة السورية تعاني من الأخطاء الكارثية والبدائية، والسبب وجود منظومة فاسدة، لذا يجب أن تحضر المحاسبة القاسية، لأن القرارات كانت ارتجالية وغير مدروسة، وأهمها التعاقد السيىء مع المدرب الروماني تيتا، إضافة إلى أن كل المنتخبات الوطنية أصابها الشلل، بدءاً من منتخبات الفئات العمرية، وصولاً للرجال، والمحزن أن أموالاً طائلة تم هدرها في الرياح، كما صُرفت الملايين على عاشقي السياحة والسفر في رياضتنا التي تعتبر الخاسر الأكبر بوجود أشخاص لا يفكرون إلا بمصالحهم حتى لو كانت صغيرة .
أما عن اللاعبين المغتربين فأوضح خليل أن ما حدث معهم ووضعهم خارج الحسابات يجب ألا يمر مرور الكرام، فهؤلاء اللاعبون ضحوا بالكثير ليلبسوا قميص الوطن، لكن الفاسدين في كرتنا أصروا على تنحيتهم وتبديلهم بلاعبي الواسطات والمحسوبيات.
ورأى المدرب عاطف جنيات أن رياضتنا وكرتنا بحاجة لوجود كوادر شابة محترفة فنياً وإدارياً، كون هذه الكرة تعاني بوجود أشخاص كل همهم مصالحهم، ووجود لاعبين في المنتخبات الوطنية من طينتهم، كما يجب العمل بشكل سريع لوضع الرجل المناسب والنزيه في قيادة كرتنا، والتعامل مع كل مفاصل كرتنا باحترافية عالية بوجود كادر تدريبي أجنبي على مستوى عال جداً يقوده مدرب عالمي ليطور الكرة السورية، إضافة لتحسين الملاعب، وتوفير كل مقومات النجاح.